مصطفى بن الحاج مشرف قسم
عدد الرسائل : 1284 العمر : 60 نقاط : 3594 تاريخ التسجيل : 26/09/2008
| موضوع: من سلسلة كن قارئا : 4- الرمزية في شعر ابن نباتة/الجزء الأول الإثنين سبتمبر 07 2009, 19:07 | |
| | |
|
مصطفى بن الحاج مشرف قسم
عدد الرسائل : 1284 العمر : 60 نقاط : 3594 تاريخ التسجيل : 26/09/2008
| موضوع: رد: من سلسلة كن قارئا : 4- الرمزية في شعر ابن نباتة/الجزء الأول الإثنين سبتمبر 07 2009, 19:14 | |
| الرمزية في شعر ابن نباتة الجزء الثاني
[/color] ابن نباتة أميرشعراء المشرق: حياته: هو جمالالدين محمد بن شرف الدين محمد ،من سلالة عبد الرحيم ابن نباتة خطيب سيفالدولة المشهور و قد غلبت عليه نسبته إليه. كان ابوه وجده من شيوخ الحديث و قد ولد في الفسطاط في "زقاق القناديل" في ربيع الأول عام 686 ه.ق ـ1287م، واختلف من ترجموا له في سنة ولادته هل كانت سنة676ه.ق أو سنه 686ه.ق و جمهورهم يوكد أنه ولد في السنة الأخيرة.( 25) نشاابن نباته في بيت ثري وبين أ سره ظاهرة الجاه و النفوذ و في ظل أب عطوف ،أب ذاع صيته في العلم و الفضل و الادب و كثيراً ما ردّد شاعرنا الفخر بأبيه و آله و بمجد بيته. قال ابن نباتة الشعر و قد إجتاز الثالثة عشرة من عمره وذلك يدل علی موهبة صادقة وفطرة خالصة و إطلاع كبير.(26) و تنقسم حياته إلی ست مراحل: المرحلة الاولي (686-706 ه.ق): ا ستمرت المرحلة الاولی من حياة الشاعر عشرين عاماً نال فيها قسطا وافراً من الثقاته الدينيته والادبية و قد تأثر الشاعر منذ طفولته بالامام الكبير ابن دقيق العيد و أخذ العلم عن أ شهر أعلام العصر. المرحلة الثانيه (707-732 ه.ق) : افتتح الشاعر كتاباً للتعليم و نظن أن الشاعر قد تزوج فی هذه المرحلة و يبدوا أنه لم يوفق في عمله التعليمي. المرحلة الثالثه (717-732 ه.ق ) : اهم مرحلة مرّبها الشاعر ،فقد غادر مصر( سنة 716ه.ق) وتوجه إلی بلاد الشام اذ ذاك في الثلاثين من عمره و اتصل الشاعر في هذه المرحلة بالملك المؤيد( المتوفي 732 ه.ق )،وقال فيه شعراً كثيراً. المرحلة الرابعة ( 732-742 ه.ق) : تبدأ هذه المرحلة بعد وفات الملك المؤيد و خلافة ابنه الملك الافضل(المتوفی742ه.ق) و هو يجري علی ابن نباته راتبه الذي كان يناله كل عام، لكن الامرلم يكن علی ما كان يهوي، فترك حماة بعد أن لمس من الملك الجديد زهداً في الحياة و إعرافنا عن الشعر و الشعراء و هكذا ينتهي دور الاستقرار و المجد و يبدأ دور التنقل و لكن شهرته قد بلغت قمتها في هذه المرحلة حتی دعي بشاعر المشرق. المرحلة الخامسه (743-761 ه.ق) : بدأ الشاعر في هذه المرحلة يفكر بالعودة إلی مصر و لذلك رأيناه يتصل بكل من يحضر من مصر من كبار العلماء و الوزراء و الكتاب. المرحلة السادسة الختامية (762-768 ه.ق ): بدأت برحيل ابن نباته و هو في ذروة شهرته عن أرض الشام و عودته إلی مصر بعد غياب ا ستمرنصف قرن من الزمن و هكذا طويت صفحة هذا الشاعر و ذلك أنه كان مريضاً و كان يعالج في المارستان المنصوري و توفي يوم الثلاثاء السابع أو الثامن من شهر صفر سنة 686ه.ق -1366م في منزله بزقاق القناديل. (27) آثاره : أثار ابن نباته خلال اقامته ببلاد الشام نصف قرن من الزمن تقريباً حركة ادبية كبری كان الشاعر محورها و يمكن ان ندرس آثاره الادبيه موزعه الی قسمين : الاثار الشعريه و الاثار النثريه و عددها اربعه و ثلاثون كتاباً منها: آثاره الشعرية: الديوان الكبير ، القطر النباتي ، جلاسة القطر ، سوق الرقيق، ظرائف الزياده، مطالع السته، مختار ديوان ابن الرومي ( المتوفی 283ه.ق ) مختار ديوان ابن سناء الملك ( المتوفی 608 ه.ق) ، خبز الشعير ، السبعة السيارةو……. آثاره النثرية : سجع المطوق، مطلع الفوائد ، سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون، زهر المنثور، ابراز الاخبار ، المفاخره بين السيف و القلم ، المفاخرة بين الورد و النرجس، سلوك دول الملوك، تعليق الديوان، خطبة في تعظيم شهر رجب ، مرا سلات ابن نباته في مخاطبة أقرانه ……. (28) أغراضه الشعرية : نظم ابن نباته الشعر في أغراض كثيرة هي : 1- المدح ،2- الغزل، 3- الخمريات، 4- الرثاء،5- ابيات قليلة في الهجاء ،6- الوصف و الشكوی من الحرمان و البؤس ،7- الحنين إلی الوطن. (29) اسلوبه الشعري : يجد الدراس لشعراء العصر الوسيط اتجاهات فنية مختلفة ،أوضحها ثلاثة ،الاول: هو التجاه التقليدي الذي اتبعه كثير من الشعراء لدواع مختلفةمنها الرغبة في مجاراة القدماء و الاقتراب من المثل الادبي الأعلی عندهم و منها تحصيل الدربة و الثقةبالنفس والاتجاه الثاني هو الاتجاه البديعي الذي غلب علی شعر العصر و شارك فيه الشعراء جميعاً لآن الذوق الادبي لاهل العصر هو ذوق مترف يميل إلی الزخرفة و التزيين و كانت الصنعة البديعية وسيلة لتزيين الشعر و إغناء معانيه. و الاتجاه الثالث : هو الاتجاه الشعبي ، الذي اتضح في العصر الوسيط و نال اعتراف اهل الادب وأصبحت له اصوله و قواعده و شارك فيه أعلام الشعراء .فإن كساد سوق الشعر عند اهل الامر و الغنی جعل الشعراء يتوجهون بشعرهم نحو الشعب. وقد سارت هذه الإتجاهات معاً يجمعها شاعر واحد و ينفرد بأحدها شاعر آخر و لم تكن مستقلة متباعدة ؤ بينها حدود واضحة صارمة بل كانت تتداخل أحيانا فتظهر آثارها في النص الشعري الواحد . شارك ابن نباته في الإتجاهين التقليدي و البديعي و ترفع عن الإتجاه الشعبي وإن ظهرت آثاره في شعره. (30) التصنع في اسلوبه : التصنع يأتي مع هرم الحضارة ، فحين تستقر الحضارات و تنتهي من البناء و التجديد ،تلتفت إلی الزخرفة و التنميق و الإهتمام بالشكليات ا?ثرمن الإهتمام بالحقيقه نفسها ، و قد أترفت الحضارة العربية،وأترف الفكر العريي ولم يعد أمام الناس إلا التصنع و تكلف شوؤن الحياة في المسكن و الملبس و الأدوات ، وأضحي الذوق المتصنع هو الذوق السائد فبلغ التكلف و التعقيد في الصنعةالأدبية – وهو من مظاهرالرمزية – مبلغاً كبيراً و أصبحت نصوصها المثل الاعلی الذي يصبو المتاخرون إلي إحتذائه ، معتقدين أنها قمة المهارةو البلاغة. (31) وكان الناس يستحسنون هذا التعقيد و يكبرون هذا التكلف و يفتنون بالصنعة ، فيطلبونها من الشعراء . وهكذا أخذت فنون البديع و البيان تزداد في هذا العصر و هذا التصنع البيانی و البديعي أدت إلي الغموض و الإبهام في المعاني الشعريةو كما بينا أن الرمزية في الادب العربي القديم خاصة بعد العصر العباسي ظهرت في قالب فنون البيانية و البديعية التي كانت هو من مظاهر التعبير بشكل غير مباشر و المبهم. و كان من شعراء هذا العصر ابن نباته الذي أقبل علی الصنعة و استخدمها الكثير من ضروبها و هو يقول نفسه حول حبه الوافر إلی البديع: باب البديع فتوحكم و أنا امرؤ لا طاقة لي في البديع و لاباع (32) الرمزية النباتية: التوريه: عالج ابن نباته مظاهر شتی للرمزية في ا شعاره، نذكر أمثله لها: نبدأ بالتورية و هي من اهم مظاهر الرمز في ا شعار ابن نباته حيث يقول: فديت مؤذنا تصبو إليه بجامع جلّق منا النفوس لقد زفّ الزمان به مليحاً تكاد بأن تعانقه العروس (33) كلمة ( العروس ) التي تعانق الموذن عندما زﱠفه الزمان ،يخفي المقصود منها علی من لايعرف أن إحدي مآذن الجامع الأموي بدمشق تسمي مئذته العروس ، وهي المقصودة في كلام الشاعر. و قد يتخذ ابن نباتة التورية للتعريض و الهجاء ،إتخاذاً للرثاء و المدح و الغزل و الوصف و هي تساعد علی التعريض الخفي ،مثل قوله في جندي شارك في عرض الجنود: ظننا طوله يجدي بيوم الرض أو يرضي فلا وا… ما أجدي وراح الطول في العرض(34) أودع ابن نباته التورية في كلمة العرض التي يظن للوهلة الأولی أنه يقصد بها عكس الطول ولكنه يريد عرض الجنود الذي تحدث عنه في البيت الاول و المعنی المقصود هنا بالفارسية ( رژه –سان). فالتورية عند ابن نباته تحمل مقصده من شعره و تكثف غايته و لذلك يمهد لها تمهيدا حسناً يلتبس مراده علی الناس و من ذلك قوله في رثاء الملك الا فضل: مضیالأفضل المرجوللبأسوالندی وصحت علی رغم العداة وفاته (35) و ما مات أو ماتت بحزن نساءه و ماتت بأحزان البلاد حماته والتورية في هذين البيتين تكمن في كلمة (حماة) التي تعني ام الزوجه و اسم مدينة حماة حاضرة ملك الأفضل فالمعنی الاول هوالذي يتبادر إلی الذهن بذكر النساء و لكنه أراد ا سم المدينة و التورية تدل علی ارتباط المدينة بملكها و شدة حزنها علی فقده. ومن تورياته المكررة قوله في الغزل: بروحيجيرة أبقوا دموعي وقدر رحلو بقلبي و اصطباري (36) كأنّا للمجاورة اقتمسنا فقلبي جارهم و الدمع جاري تحدث ابن نباته عن اقتسام المجاورة علی أحبابه، هم جاوروا قلبه و هو جاور دمعه ، فالمعنی الظاهر لكلمة جاري هو المجاور و الذي يقصده الشاعر هو سيلان الدمع لكثرة بكائه ، فقد أتقن الشاعرالتورية و مهّد لها تمهيدا جيداً. كما قال يرثي ولداً له مات صغيراً : ا… جارك إن دمعي جاري يا موحش الأوطان و الأوطار (37) ففي هذا البيت جمع الشاعر التورية مع الجناس بكلمة (جاري ) فالذي يتبادر إلی الذهن أنها من الجوار و هو يريد الجريان و البراعة في هذاالاستخدام أن الكلمة تصلح للمعنيين ، فدمعه يوصف بالجريان لغزارته و يوصف بالجوار لملا زمته و بين كلمتي (جارك)و(جاري)جناس تام . الجناس: ومن الصناعات المستخدمة في أ شعار ابن نباته صنعة الجناس و هي تشابه لفظين في النطق و اختلافهما في المعنی.( 38) قال الشاعر : و جوانح ملئت عليك تحسرا هذا وهن إلی لقاك جوانح (39) بدأ البيت بكلمه جوانح و اختتم بها، الاولی ا سم و الثانية صفة ، وهو ما يطلقون عليه ( رد العجز علی الصدر) و في هذا الجناس لذة معنوية قبل أن تكون صوتية. و قد يستخدم ابن نباتة الجناس الناقص للتاكيد في قوله: إن خاب سائل أدمعي في حبه فلكثرة الإلحاح و الإلحاف (40) فالإلحاف أ?دت الإلحاح لأنها شدته فجاء الجناس ليؤدي مهمة معنوية و صوتية بآن واحد. اللغز: تحدث ابن رشيق في عمدته عن اللغز فذكر أنه من أحفی الإشارات وأبعدها و هو أن يكون للكلام ظاهر عجب لايمكن و باطن ممكن غير العجب. (41) توجد في ديوان ابن نباتة حوالي سبع عشرة قصيدة أو قطعة حول الألغاز و ايضا له خمس قصائد أو قطع قالها في جواب الألغاز التي أرسلت إليه . قال الشاعر حول لغز جوابها أ سم و هو(علي): مولاي ما ا سم جليّ إذا تعوّض عن حرفه الاوّل لكالوصفمن شخصهسالماً فإن قلعت عينه فهو لي هكذا نجد أ شعاره اللغزية قليلة في ديوانه. (42) الاستعارة: هي ا ستعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة بين المعنی المنقول عنه والمعنی المستعمل فيه مع قرينة صارفة عن إرادة المعنی الاصلي . و لا بن نباته شواهد كثيرة في هذا الباب نكتفي هنا بذكر واحد منها. (43) يقول الشاعر: و أقامت يد الزمان علياً لقضايا قراعن سنّ الرماح (44) في هذه البيت يشبه الشاعر الزمان بالانسان و له يد. و هذا اليد من ملازمات مشبه به و هو المحذوف والاستعاره م?نيه. التشبيه: هو عقد مماثلة بين أمرين ،أو اكثر ، قصد ا شتراكهما في صفة أو اكثر بأداة و لغرض يقصده المتكلم. (45) إ ستخدم الشاعر كثيراً في ا شعاره نذكر منها مثالاً يقول الشاعر في مدح الملك المؤيد: هاجرٌحرفَ (لا) إذا سئل الجو دَ كهجران واصل للراء في هذا التشبيه تكلف ظاهر و إثبات لثقافته التراثيه فلا توجد منا سبة بين هجر ممدوحه لحرف (لا) و هجر واصل بن عطاء لحرف الراء في كلامه ، فالممدوح هجر حرف (لا) إختياراً للدلالة علی سعة كرمه اما واصل بن عطاء فإنه هجر حرف الراء لأنه كان مضطراً إلی ذلك و الجامع بين الإثنين هو الهجران ، لان حرف (لا) عيب أخلاقي و حرف الراء عيب خلقي. (46) المجاز: هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له في اصطلاح التخاطب لعلاقة مع قرنية مانعة من ارادة المعنی الوصفي. (47) ?قوله: تریدریالدهرمامعزی سماحته فجاء مهجته في زيّ عافيه (48) يقول الشاعرجاء مهجة الملك المؤيد في زي ضيوفه في مأتمه. ولكن ليس مقصوده البسة الضيوف بل قصده هو وجود قلب الملك المؤيد في قلوب الناس. وهنا ا ستخدام الشاعر المجاز و علاقته المجاورة أو الملاصقه .لأن ألبسه الضيوف ملصوقة أو مجاورة لقلوبهم. تحليل مختارات من شعره: عالجنا حتی الان مظاهر الرمزيه في نماذج من أ شعار ابن نباتة و نشاهد بان مظاهر الرمزية توجد في ا شعاره بصور مختلفة و يوجد بعض هذه المظاهر كثيراً و یوجد بعضها الأخری قليلاً و لذا نستطيع أن نقول بأن مظاهر الرمزية المعنوية ?التورية و التشبيه و الإستعاره اكثر في ا شعاره من المظاهراللفظية.( 49)
عدل سابقا من قبل سفير اللغة و الأدب في الإثنين سبتمبر 07 2009, 19:18 عدل 1 مرات | |
|
مصطفى بن الحاج مشرف قسم
عدد الرسائل : 1284 العمر : 60 نقاط : 3594 تاريخ التسجيل : 26/09/2008
| موضوع: رد: من سلسلة كن قارئا : 4- الرمزية في شعر ابن نباتة/الجزء الأول الإثنين سبتمبر 07 2009, 19:16 | |
| [[bالرمزية في شعر ابن نباتة الجزء الثالث [/b]
[b]
و هنا لإيضاح اكثر نأتي بمختارات من قصيدته التي قالها الشاعر في رثاء الملك المؤيد و نعالج مظاهر الرمزية فيها وهو من أ شهر قصائده. نص المرثيه: ما للندي لايلبی صوت داعيه؟ أظن أن ابن شاد ٍ قام ناعيه ما للرجاء قد إ شتدت مذاهبه؟ ماللزمان قد إ سودّت نواحيه؟ ماليأریالملك قدفضّت مواقفه؟ ماليأری الوفد قدفاضت مآقيه؟ نعی المؤيد ناعيه فيا أ سفي للغيث كيف غدت عنا غواديه وا روعتا لصباح عند رؤيته أظن أن صباح الحشر ثانيه و احسرتاه لنظمي في مدائحه كيفا ستحان لنظمي في مراثيه أبكيهبالدّررمن جفني ومنكِلَمي و البحر أحسن ما بالدّر أبكيه أروي بدمعي ثری ملك له شيم قدكان يذكرها الصادي فترويه أذيل ماء جفوني بعده أ سفا لماء وجهي الذي قد كان يحميه جار من الدمع لا ينفّك يطلقه من كان يطلق بالانعام جاريه و مهجة كلّما فاهت بلوعتها قالت رزية مولاها لها : ايه ليت المؤيد لازالت عوارفه فزاد قلب المعنيّ في تلظيه ليت الحمام حبا الايام موهبة فكان يفني بني الدنيا و يبقيه ليتالأصاغرتفديالأكبرون بها ف?انت الشهب بالآفاق تفديه أعزز علي بأن ألقی عوارفه ملء الزمان و إني لا ألاقيه أعز علي بان تبلی شمائله تحت التراب و ما تبلی أياديه أعززعليبأن ترعي النجوم علی سرح من الملك قد خلاه راعيه هلا بغير عماد الدين حادثة ألقت رداه وأوهت من مبانيه هلا ثنیالدهر غربا من محاسنه فكان كوكب سعد في لياليه تریدریالدهر ما معزی سماحته فجاء مهجته في زي عافيه لا أعقب الزمن المودي بسيّده يكفيه ماقد تولّي عنه يكفيه لهفي وهل نافعي لهفي علي ملك با ت الغمام علي الآفاق يبكيه لهفي وهل نافعي لهفي علی ملك كسي الزمان حداداً من دياجيه لهفيعليالمُلك قد أهوت سناجقه إلي التراب وقد حطت غوا شيه لهفيعلیالخيل قد وفّت صراهلها حق العزا فهو يشجيها وتشجيه لهفيعلیذلكالسلطان حين قضی من الحمام عليه حكم قافيه لهفي عليه لجود كان يعجبه فيه الملام كأن اللومَ يغريه كان المؤيدفي يومي نديً ورديً غيثا للراجيه أو غوثا للاجيه لاتخش بيتكأن يلوي الزمان به فإ ن للبيت ربّا سوف يحميه (50) تحليل النص: الأفكار الرئيسية في النص: الفكرة الرئيسية التي نشاهده في هذه القصيده تصوير الحزن الكبير لموت الملك المؤيد و بكاء الشاعر و إبراز أ سفه و تحسره عليه و كانت القصيدة تعبيراً حقيقتاً و تصويراّ واقعياً للشاعر نفسه و هو يری بأن موت الملك المؤيد يكون كموته و لذا نشاهد بأنه يستفيد من ياء المتكلم في كثير من أبياته و هذا الامر يدل علی صله وثيقه بين الشاعر و المرثي. قال الشاعر هذه القصيدة علي البحر البسيط وهو من أوزان البطيء التي تتناسب الرثاء. وا ستخدم الشاعر من حرف الياء المسكور في الروي و هذه الروي وصوت ا شباع الكسرة معاً يبين حزن الشاعر بأحسن صورة. و ايضا نشاهد بأن التكرار يكون من عوامل الموسيقی اللفظية في هذه القصيدة و ايضاً تكرار بعض الألفاظ يؤكد معناها مثلاً تكرر كلمة لهفي سبع مراة أو تكرر كلمة أعرز علي أو كلمه ليت ثلاث مراة و هذا التكرار للألفاظ الدالة علی الحزن و التحسر يؤكد صدق عاطفة الشاعر و شدة حزنه و ألمه. و ايضاً تكرار الإستفهام في الابيات الثلاثة الاولی يدل علی عدم قبول المصيبة من جانب الشاعر و هو يسأل عدة مرات من نفسه حول هذه المصيبة و ثم في الابيات التالية بدأ عنصر العقل و لذا نشاهد الشاعر يقبل المصيبة و يلجأ إلي الندبة ( وا حسرتا ) أو (وا روعتا) و………. و نشاهد بأن العاطفة السائدة علی القصيدة هو عاطفة الحزن و نشاهد تقريباً في كل الأبيات ألفاظا دالة علی الحزن و التحسر و لانشاهد أي تكلف في بيان العاطفة و لذا نجد عاطفة صادقة حزينة للشاعر في خلال أبياته. و كما تلاحظ قد ا ستخدم الشاعر في شعره ألفاظا سهلة واضحة و لا يوجد فيها اي تنافر أو غموض. و جاءت التراكيب منسجمة و متناسبة و فيها سهولة و انطلاق علی سمع القاري.ونجد في النص ا ستخدام الصور البيانية و البديعة و منها: الجناس : بين كلمتي (داعيه و ناعيه) في البيت الاول و(فضت وفاضت) في البيت 3 و(جاروجاريه )في البيت 10 و(غيثاو غوثا) و(راجيه ولاجيه) في البيت 29 ………. و الطباق: بين كلمتي (يفني ويبقي) في البيت 13 و(الأصاغر و الأكبرون ) في البيت 14 و( ألقي ولا ألاقي) في البيت 15و (تبلي و ماتبلي) في البيت16 ……. التورية : جاءت التورية في البيت الآخر في كلمة (رباً). فالمصراع الثاني مقتبس من قول عبدامطلب حين جاء ابرهة الحبشي لهدم البيت العقيق فعبد المطلب سأله أن يترك إبله فاستغرب ابرهة من هذا الطلب ، فقال عبدالمطلب له: " أنا رب الإبل وإن للبيت ربا سيمنعه ". ولم يكتف الشاعر بتضمين هذا القول المقتبس و انما أردفه في معرض التورية و الرمز جرياً علي مذهبه الفني. الكناية: توجد الكناية في البيت الثامن من الشعر و فكلمة الصادي هنا كناية عن المحتاج.و في البيت 18 توجه الكناية في عبارة (ألقت رداه) و هذه العبارة كناية عن الأصابة بحادثة . و ايضاً في البيت 24 في عبارة (أهوت سناجقه إلی التراب) كناية عن الهلاك و الفناء. المجاز: في البيت السابع نجد مجازاً لغويا لعلاقة جزئية و هو في كلمة (كلمي) و مقصود الشاعر هو شعره. ثم نجد في البيت 16 في كلمة( تبلي) مجازاً عقلياً لأن الشمائل لاتبلي . و ايضا يوجد في البيت 20 مجاز لغوياً آخر في كلمة (زي عافيه) و المقصود هنا في قلب و العلاقة هنا المجاورة أو الملاصقة ايضا في كلمة (مهجته) مجاز لغوي بعلاقة مكانيةٍ و المقصود هنا (الحب) لاالقلب ولكن الشاعر يأتي بمكان الحب. و ايضا في البيت 16 في كلمه (أياديه) مجاز لغوي بعلاقه الآلية . الاستعارة: في البيت 1 في كلمة (لا يلبي) توجه استعارة مكنية لأن الندي لا يلبی و الإنسان يلبی و والمشبه به محذوف وهو الإنسان. ثم في البيت4 يشبه الشاعر المرثي (بالغيث) و المشبه هنا محذوف فالستعارة مصرحة. وفي البيت 7 يشبه الشاعر دموعه( بالدرر) و المشبه محذوف فالاستعارة مصرحة. و فيالبيت التالي يشبه الشاعر (العطاء) بالتروي والمشبه هنا محذوف فالاستعارة مصرحة. و فيالبيت11 شبهالشاعر(الرزية) بالانسان الذي يتكلم فالمشبه به محذوف فالاستعارة مكنية. و في البيت 16 شبه الشاعر شمائل المرثي بالجسد و قال تبلي شمائله) فالمشبه به محذوف فالاستعارة مكنية. و في البيت 17شبه الشاعر المَلِك( بالراعي) و حذف المشبه و ا ستخدم استعارة مصرحة. و في البيت 18 شبه الشاعر (الحادثه) بالانسان و تخيل له الرداء ثم حذف المشبه به فالاستعارة مكنية. و في البيت 22 شبه الشاعر( نزول المطر من الغمائم) بالبكاء و حذف المشبه فالاستعارة مصرحة . و في البيت 23 شبه الشاعر (الزمان )بالانسان الذي كسي حدوداً و حذف المشبه به فالاستعارة مكنية . و في البيت الاخر شبه الشاعر المرثي( بالغيث) و حذف المشبه و ا ستخدام ا ستعارة مصرحه. وكثير من التشابيه والاستعارات التي لا جمال لذكرها هنا بشكل كامل. خاتمة البحث: آ شرنا بأن الرمزية في اللغة العربية دال علی الإيجاز و غير المباشرة من التعبير. و قد درسنا الرمزية في العصور الجاهلي و الاسلامي و العباسي مشاهدين بأن الرمزية توجد في ادب العصر الجاهلي بمعناها اللغوية فقط الّا ما نجده في سجع الكهان و هي أقرب إلی الرمزية الغربية و لا العربية. وفي العصر الاسلامي أيضا هكذا- رغم حركة حياة الاعراب نحو الحضارة شيئاً فشياً. اما في العصر العباسي بعد النضج الفكري و العقلي و تحضر الاعراب بسبب اتصالهم بالثقافات و الحضارات الاجنبية كثرت الترف و الزخرفة في جميع أنحاء الحياة و هذا الامر يؤثر في الادب و سوّقه نحو الزخرفة و التنميق و هذا أدی إلی ظهور الغموض و الإبهام في الادب و في العصر المملوكي كثرت مظاهر الزخرفة و التنميق في الادب و كانت تمثل في أنواع الفنون البلاغية كالبيان و البديع. كما شاهدنا النقاد ايضاً يهتمون بطابع ادبي جديد و هو التعقيد و الغموص و التنميق و ساروا نحو الرمز و شرعوا بتبيين أصوله و فروعه وأنواعه . كما درسنا آراء النقاد في العصر العباسي فنلاحظ بأن النقاد القدماء يعدون بعض الفنون البيانية و البديعية من أنواع الرمز و من أهمها اولا التورية ثم المجاز و الكناية و الإستعارة و اللغزو………. وبينا بأن العصر الوسيط يسمي بعصر البديع لكثرة ا ستخدام الادباء الفنون البديعية و قلمانجد شاعراً لم يستخدمها بشكل افراطي.و قلنا بأن التورية شاعت بشكل وسيع وصارت مذهبا خاصا و مستقلاً في شعر هذاالعصر و من رواد مذهب التورية و الانسجام هو ابن نباتة المصري الذي يهتم بالتورية اهتماماً كبيراً.. و في تورياته نوع من السهولته و الإنسجام و هذه هي الميزه التي تميز الشاعر من معاصرية. اقترب الشاعر في أ سلوبه من الأصالة وضارع جزالة الشعرالقديم وقوته وعبرعن مشاعره بأسلوب ذاتي يتسم بالرقة و الإنسجام وايضاً جاری أدباء عصره في التعقيد و ا ستخدام الصنائع البديعية. و علی الرغم من تأثره بمن سبقه من الادباء و انسياقه وراء التوجه العام لعصره فإنه حافظ علی ذاتيته و أسلوبه الخاص .و بعد ذكر أمثله من أ شعارالشاعر نستنتج بأن مظاهر الرمز كثيرة في اشعاره و خاصة التورية و الإستعارة و المجاز بالنسبة لِساير مظاهر الرمز كالكناية و اللغز. b]][/center] | |
|
admin المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 5117 العمر : 57 نقاط : 12013 تاريخ التسجيل : 03/08/2008
| موضوع: رد: من سلسلة كن قارئا : 4- الرمزية في شعر ابن نباتة/الجزء الأول الإثنين سبتمبر 07 2009, 21:26 | |
| | |
|