منتدى التعليم الثانوي التكنولوجي قصر البخاري
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
المنظور اللغوي لمواكبة الحضارة  الجزء الأول Uoooo_10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التشرف بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو و ترغب في الانضمام إلي أسرة منتدى قصر البخاري سنتشرف بتسجيلك

شكرا
ادارة المنتدى
الأستاذ:شيخ رشيد
منتدى التعليم الثانوي التكنولوجي قصر البخاري
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
المنظور اللغوي لمواكبة الحضارة  الجزء الأول Uoooo_10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التشرف بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو و ترغب في الانضمام إلي أسرة منتدى قصر البخاري سنتشرف بتسجيلك

شكرا
ادارة المنتدى
الأستاذ:شيخ رشيد
منتدى التعليم الثانوي التكنولوجي قصر البخاري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المنظور اللغوي لمواكبة الحضارة الجزء الأول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مصطفى بن الحاج
مشرف قسم
مشرف قسم
مصطفى بن الحاج


ذكر عدد الرسائل : 1284
العمر : 60
نقاط : 3594
تاريخ التسجيل : 26/09/2008

المنظور اللغوي لمواكبة الحضارة  الجزء الأول Empty
مُساهمةموضوع: المنظور اللغوي لمواكبة الحضارة الجزء الأول   المنظور اللغوي لمواكبة الحضارة  الجزء الأول Emptyالسبت أغسطس 22 2009, 12:30

المنظور اللغوي لمواكبة الحضارة  الجزء الأول 15
المنظور اللغوي لمواكبة الحضارة  الجزء الأول 2


أقدم لسيادتكم موضوعا منقولا
بعنوان
المنظور اللغوي لمواكبة الحضارة –
الدكتور/ محمود محمد عز الدين قاسم




فكن قارئا
للجزء الأول من الموضوع




اللغة الموروثة واللغة المدروسة :‏
أن اللغة الأصلية للإنسان هي عضو حي من أعضائه وليست ثوبا يمكنه استبداله حين يشاء.‏ انه يرث ذلك العضو من خلال كل لحظة يعيشها في قومه منذ مولده ،‏ يرضعها مع كل قطرة لبن في مهده ،‏ ويرتوي بها مع كل قطرة ماء في بيئته ومجتمعه فتبيت محفورة في قشرة مخه العصبية .‏ هكذا وبعفوية تامة ،‏ يجد الإنسان نفسه وقد ورث ملكة لغته وأخذ يسبر أغوارها يوما بعد يوم دون سعي منه أو جهد يذكر ،‏ وانطلق بها في حياته بتلقائية فصارت عدته العتيدة لتلقي المعارف من حوله في اقصر وقت وبأوضح معنى مع يسر في استدعائها من الذاكرة .‏ تلك إذن هي لغته الحية التي ينطلق بها حين يريد التعبير السريع والدقيق عما يجول بخاطره وبها يحلم ويسبح في خياله وبها يهمس إلى نفسه وغيره .‏ إنها تشبه الأم قربا إلى نفسه وانبعاثا في حنايا قلبه وخلجات ضميره .‏ لقد درس علماء النفس والتربية صلة الإنسان بلغته الموروثة التي تقر في وجدانه وتندرج على لسانه مقارنة بأي لغة أجنبية مدروسة فوجدوا الفارق كذلك الذي بين الأنا والغير ،‏ والذات والشيء والألفة والغربة ،‏ واليسر والعسر .‏

أما أن يرث الإنسان ملكة لغة أجنبية بحيث يصبح مثل أبناء تلك اللغة الأصليين ،‏ فذلك محال طالما لم تتوافر له كل العوامل السابق ذكرها مجتمعة من البيت والبيئة المحيطة ،‏ دون حذف أي عامل منها .‏ وأما أن نتصور ،‏ أن تعليم لإنسان لغة أجنبية في سن مبكرة يورثه ملكة تلك اللغة فذلك من ضروب الوهم والخيال مهما طالت سنوات دراسته لها .‏ فإذا أراد إنسان أن يرث ملكة لغة أخرى فليعد إذن إلى يوم ولادته إن استطاع ،‏ وليكرر قصة حياته يوما بيوم بين أصحاب تلك اللغة الأخرى ،‏ وهو بالطبع فرض محال .‏ أما مادون ذلك من درجات دراسة لغة أجنبية فإنه أجنبية فإنه سينتج إنسانا متعلما للغة أجنبية لكنه ليس وارثا لها وبالتالي فقد يكون في إجادته لها أفضل من بعض أبناء قومه لكنه ليس أبدا مثل أصحاب اللغة موضوع التعلم من حيث تمكنهم منها ووراثتهم لملكتها .‏

إذن فالوضع الطبيعي هو تعلم اللغات الأجنبية وليس وراثتها .‏ والعاقل المتدبر حين يقبل على استقاء العلم والمعرفة لابد وأن يتناولها بأقوم وعاء وأنفذ أداة لديه ألا وهي لغته القومية ،‏ وألا يقبل أن يتناولها بلغة مستعارة مادام يتطلع إلى تلقي المعلومة في أقصر وقت وبأعمق معنى وبحيث يمكن استدعاؤها من الذاكرة إلى أبعد حد ممكن .‏ وإذا أراد أن يجاري ذلك الكم الهائل من المعلومات التي يلفظها العالم المتقدم يوميا في بوتقة الحضارة بشتى الألسنة فليس له من معين خير من لغته القومية أيا كانت .‏ فالعقل والمنطق إذن يقران بأن الإنسان مهما بلغ من البراعة في لغة ثانية مستعارة فلن يستطيع أن يسخرها للتعمق في فهم المعارف والعلوم وتذكرها وتمثلها ثم الإبداع والابتكار على أساس منها إلا بصورة محدودة تجعله دائما دون المستوى مقارنة بمن درسوا مثله ولكن بلغاتهم الأصلية .‏ هكذا يظل مستعير اللغة محددا دائما دون المستوى بالعلوم والمعارف التي يتلقاها وبالتالي من حيث قدرته على الملاحظة الجيدة والاختراع وإيجاد الحلول للمعضلات العلمية موضع انشغال المختصين في عصره .‏

أن الأمم المتقدمة تسعى سعيا حثيثا إلى المنافسة في مضمار الحضارة وكل منها أحرص ما تكون على أن يكون لها السبق على غيرها في إضافة الجديد ،‏ وتسلك لذلك أقصر السبل وأوفرها وقتا وأشدها وضوحا ألا وهو دراسة العلم والبحث فيه بلغاتها القومية .‏ لقد حدى ذلك بالمنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة (‏اليونسكو)‏ أن توصي أمم الأرض قاطبة ،‏ وطبقا لتقارير أعدها خبراؤها ،‏ بأن تدرس كل أمة لأبنائها العلم بلغتها إذا كانت تريد أن تشارك في إفراز العلماء ،‏ فالخط المستقيم أقصر مسافة بين نقطتين .‏ إن النتيجة الحتمية للأمم المستعيرة للغات في دراسة العلم هي ندرة جودها بالعلماء بحيث يعدوا على الأصابع ،‏ بينما الأمم المتقدمة ،‏ وهي بالطبع كلها ودون استثناء تدرس لأبنائها كل صغيرة وكبيرة بلغاتها لأنها تعلم أهمية ذلك ،‏ تظل مبدعة ومنتجة للعلم والعلماء .‏ إن أقصى ما تصل إليه الأمم المستعيرة للغة ما في العملية التعليمية هو أن يستوعب بعض ذوي الاختصاص منها بعضا مما وصل إليه أهل الفهم والاستغراق من الأمم صاحبة السبق والتي خاض كل منها معركة العلم بأقوى سلاح ألا وهو لغته القومية .‏ إن ذلك السلاح فتاك في يد أهله فقط ،‏ فهم الذين يملكون زمامه ،‏ بينما هو محدود الجدوى في يد غير أهله .‏ ولو تصورنا إنسانا يده اليمنى قوية وخماسية الأصابع بينما شخص أخر
محروم لا يملك إلا يدا صنعية ،‏ فأيهما أقدر على الأعمال التي تتطلب القوة والبراعة والسرعة؟‏

إن اليد الحقيقية هي لغة القوم ،‏ فماذا يلجئ الإنسان إلى نبذ القوي والاستعانة بالضعيف في جلائل الأمور ؟‏ ما يجبره على هجر مركبه الذي يملك دفته ثم يخوض بحر المعرفة بمركب لا يملكه فهو في يده عسير القيادة بينما هو في يد ربانه منطلق مطواع .‏ إنه بفعلته هذه سيظل يتخبط في بحر المعرفة منجزا رحلة يوم في عام .‏ من ذلك تتضح لنا العلة في توصية علماء اللسانيات في شتى أنحاء المعمورة لأممهم بالالتزام بلغتهم في الدرس والتعلم وفي البحث والتفكر .‏ أما من انصاع لذلك النصح فهي الأمم التي سبقت وارتقت ،‏ وأما من تقاعس من الأمم عن اتباع توجيه العلماء في هذا المضمار فقد دفع الثمن غالبا وتخلف عن مواكبة المسيرة .‏ وبدلا من الاعتبار بما كان ظنت بعض تلك الأمم المتقاعسة أن العلة في تخلفها تكمن في ضعف استيعاب أبنائها للغات الأجنبية فراحت تبدأ تعليمهم إياها في سن الروضة ظنا منها أن ذلك سيجعل اللغة الأجنبية لديهم وكأنها لغتهم الأولى ،‏ وبالتالي تتساوى قدرتهم على تحصيل العلم بتلك اللغة المستعارة مع قدرة أبناء تلك اللغة الأصليين .‏ لقد قتل علماء اللسانيات ذلك الظن بحثا وفرغوا إلى بطلانه ،‏ ولم ينخدعوا بالتفوق النسبي لأولئك الأبناء في اللغة الأجنبية مقارنة بأنباء وطنهم إذ يظل البين شاسع في مستوى إجادة تلك اللغة بينهم وبين أقرانهم من أصحاب اللغة الأصليين .‏

العولمة المعلوماتية :‏
أن المعلومة منذ القدم لا وطن لها ولا لغة ،‏ فمن قديم الأزل بنت الأمم اللاحقة حضاراتها على ما سبقها من علم بترجمته إلى لغتها فاستوعبته وأضافت إليه الكثير .‏ نرى ذلك واضحا في حضارة العرب التي استوعبت أولا علوم سابقيها من الإغريق والفرس والرومان ،‏ ثم حضارة أوروبا الحديثة التي بنت على ما ترجمته من علوم العرب .‏ ومازال الشاهد لدينا واضحا في العصر الحالي وهو ما تفعله كافة الأمم المتقدمة اليوم في تناقل العلم فيما بينها ،‏ إذ أن كل أمة منهم تترجم إلى لغتها إنتاج كافة الدول الأخرى من العلم وتعلمه لأبنائها بلغتها ،‏ فيتدارسون كل ما يصل إليهم وينطلقون بلغتهم يفكرون ويبحثون مما يعينهم على الإبداع والتجديد .‏ وعليه فإن كم العلم الذي يضمه مرجع ما لا يمكن أن ننسب ملكيته إلى أمة بعينها فهو يحوي معلومات أنتجت بمختلف الألسنة لكنها في النهاية تطرح لأبنائها كل أمة بلغة واحدة وهي لغتهم .‏ ليس الفضل إذن في تلك العولمة المعلوماتية إلا للترجمة ،‏ بينما يخطئ من يظن أن العولمة تعني تخلى الأمم عن ألسنتها وعمقها الثقافي والعلمي أهمه أن المعلومة التي ينتجها العالم الإنجليزي أو الروسي أو الياباني أو .‏.‏ لا يمكن تناولها إلا بلغته التي أنتج بها معلومته .‏

إن سيل العلم جارف لا ينتظر المتلعثمين بألسنة غيرهم ،‏ فلن يتم هؤلاء أبدا استيعاب ما سبقهم وهيهات أن يصلوا إلى درجة الاستغراق العلمي الموصلة إلى الابتكار ألا ما قل وندر .‏ وفي خضم الحضارات الإنسانية المتلاحقة لا يجد مكانا تحت الشمس من سولت له نفسه هجر وعاء ثقافته الأقوم ،‏ بل سيظل مكانه في الظل دائما .‏ وقد يقول قائل :‏ لقد درست بلغة أجنبية ففهمت ووعيت ثم أضفت وابتكرت وقد نسي أو تناسى أنه لو درس بلغته الأصلية لاختصر وقته وجهده ولازداد فهمه ودقت ملاحظته وبالتالي لأضاف وابتكر أضعاف ما فعل ،‏ ذلك أن اللغة المستعارة التي استخدمها أخفت جزءا كبيرا من عبقريته وحرمت قومه والعالم أجمع من كثير من العطاءات العلمية التي أهله الله ويسره لها .‏ أضف إلى ذلك أن الأمم ذات الكثافة السكانية العالية لا ينبغي أن يعد فيها المبتكرون عدا

جامعاتنا اليوم :‏
إننا إذا انتقلنا إلى الدراسين في التخصصات العلمية الدقيقة والضخمة مثل الطب والهندسة والطبيعيات و… والتي تدرس بلغة أجنبية ،‏ فأننا نجد أن جزءا كبيرا من وقتهم ومجهودهم واستغراقهم في استيعاب اللغة الثانية ،‏ أضف إلى ذلك كم المعلومات التي يساء فهمها مما يجعل أكثر من نصف الخريجين محدودي المستوى من حيث كم المعلومة وكيفها .‏ أن الوقت الذي يقضيه الدارس في قراءة كتاب بلغة أجنبية بغرض تحصيله وإضافته إلى الذاكرة ،‏ يقضيه مثيله من الدراسين بلغاتهم في استيعاب كتابين أو ثلاثة .‏ كذلك فإن قدرة القارئ المستعير للغة لن تبلغ أبدا من حيث مستوى الاستيعاب والاندماج مع المعلومة وتمثلها والقدرة على استدعائها من الذاكرة والبناء عليها قدرة مثيله المستخدم للغته الأصلية .‏ إن العالمية في مستوى الخريج لا تعني مطلقا أنه يستطيع أن يعبر عن بعض المعلومات بالإنجليزية أو الفرنسية أو اليابانية أو .‏.‏ وإنما عالميته كخريج هي أن يساوي في معلوماته التي حصلها في دراسته كما وكيفا قرينه في الأمم المتقدمة .‏

حينئذ سوف يصبح الخريج المصري ندا لمثيله أل إنجليزي أو الفرنسي أو الياباني أو … وبالمعادلة التالية ندرك ما تفعله الأمم المتقدمة لكي نحذو حذوها :‏
دراسة العلم بلغة القوم استيعابا أسرع + فهما أدق + استغرقا واندماجا فكريا أعمق + يسرا في استدعاء المعلومات من الذاكرة + قدرة اكبر على الملاحظة الجيدة والابتكار .‏

المثلث :‏
إن الأمم المتقدمة كلها ،‏ ودون استثناء ،‏ تستخدم لغاتها القومية في تدريس العلم لأبنائها كما هو الحال في بريطانيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا واليابان وروسيا وهولندا والسويد والنرويج و… وكما نرى فإن بعضها يعيش بلغات محلية لا تتعدى حدوده التخطيطية وبعضها لغات فقيرة وليست في عداد اللغات الحية أو المعترف بها عالميا .‏ ولكن كل ذلك لم يمنعهم من استخدامها في كافة درجات التعليم والبحث العلمي فأنجزوا بها رغم محدوديتها وشاركوا العالم المتقدم في إنتاج العلماء .‏ لقد علم هؤلاء المتقدمون الذين أحيوا لغاتهم بالعلم وأحيوا العلم بلغاتهم ،‏ أن الوعاء القويم للثقافة هو لسان القوم ولا بديل له ،‏ وان من تناول العلم بغير لسانه قل وزل وكان مثله كمثل باسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه .‏ لهذا السبب ،‏ لا لمجرد التعصب الأعمى ،‏ نجد الأمم المتقدمة تستميت في حماية لغاتها وتصر على استعمالها في كل صغيرة وكبيرة من شتى مجالات الحياة ،‏ وعلى وجه الخصوص في العملية التعليمية ،‏ إدراكا منها أن تلك هي الخطوة الأساس نحو إخراج العلماء .‏

إنهم أيضا يدركون أن ذلك لا يعني أبدا إهمال تعليم أبنائهم بعض اللغات الأجنبية ،‏ بل إنهم يدركون أن ذلك ضرورة لاستمرار عملية التواصل بين آلام في صورة الترجمة وحضور المؤتمرات وتبادل الخبرات .‏ إنهم إذن يدرسون اللغات الأجنبية لكنهم لا يدرسون باللغات الأجنبية .‏

إن أساس التعليم لديهم يمكن تصوره كمثلث ذي زوايا ثلاث :‏ـ

الأولى :‏ـ أن يكون الدرس والتحصيل والبحث العلمي في ارفع درجاته باللغة القومية مما يضمن للدارس تحصيل اكبر كم بأجود كيف من العلوم وبذا يخرجون متعلما ما يلبث أن يتحول إلى عالم .‏

الثانية :‏ـ تمتين اللغة القومية لدى الصغار والكبار وبحيث يستمر تدريسها خلال سنوات الجامعة .‏

الثالثة :‏ـ تعليم الدارس لغة أجنبية واحدة على الأقل بحيث يستمر أثناء سنوات الدراسة الجامعية وتشتمل على المصطلحات النوعية للدراسة المعنية .‏

لقد نهضت اليابان من عثرتها بعد الحرب العالمية الثانية في نفس توقيت حصول مصر على استقلالها تقريبا ،‏ بادئة من مرحلة الصفر في التعليم والتقدم من خلال ترجمة كل مجهودات الأمم التي سبقتها إلى اللغة اليابانية .‏ ورغم أن اللغة اليابانية لها سبعة طرق في الكلام وثلاث طرق في الكتابة ،‏ وكتابتها تستغرق وقتا أطول من غيرها ،‏ فان كل ذلك لم يمثل عائقا يذكر أمام اليابانيين بل على العكس تماما فقد ساعدهم استخدام لغتهم على الاستيعاب السريع وسرعان ما تحولوا من متعلمين إلى علماء بزوا من كان قد سبقهم من الأمم لم يختلق اليابانيون إذن لأنفسهم العقبات أمام طريق الترجمة الطبيعي ،‏ فلم يتخوفوا من عدم قدرتهم على الترجمة أولا بأول ولم تعللوا بعدم وجود المراجع بلغتهم ،‏ بل بجهودهم ظهرت المراجع المترجمة ثم المؤلفة في وقت وجيز .‏

ولا تشذ عن استعمال اللغة القومية في العلم أمة واحدة من المتقدمين ،‏ يتضح ذلك في الإحصائية المرفقة لمنظمة الصحة العالمية ،‏ والخاصة بلغات التعليم الصحي والطبي على سبيل المثال ،‏ وليس ذلك إلا نموذجا للغة تدريس العلوم كافة في مختلف البلدان .‏ ومما يسترعي النظر أن دولة كالولايات المتحدة الأمريكية التي تملك ‏142 كلية طبية تعلم سكان البورتوريكو باللغة الأسبانية لأنها لغتهم الأصلية .‏ كذلك فإن الاتحاد السوفيتي السابق استعمل اللغة الروسية بصورة عامة ولكنه استعمل أيضا اللغات المحلية في الجمهوريات السوفيتية المختلفة .‏ كذلك الأمر في الصين ،‏ وفي كندا الخاضعة للتاج البريطاني والتي تدرس باللغة الفرنسية في إقليم كوبيك الناطق باللغة الفرنسية .‏
حن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون )




يتبع إن شاء الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصطفى بن الحاج
مشرف قسم
مشرف قسم
مصطفى بن الحاج


ذكر عدد الرسائل : 1284
العمر : 60
نقاط : 3594
تاريخ التسجيل : 26/09/2008

المنظور اللغوي لمواكبة الحضارة  الجزء الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنظور اللغوي لمواكبة الحضارة الجزء الأول   المنظور اللغوي لمواكبة الحضارة  الجزء الأول Emptyالسبت أغسطس 22 2009, 12:37

المنظور اللغوي لمواكبة الحضارة  الجزء الأول 15
المنظور اللغوي لمواكبة الحضارة  الجزء الأول 2


أقدم لسيادتكمالجزء الثاني من الموضوع الذي كان عنوانه

المنظور اللغوي لمواكبة الحضارة –
الدكتور/ محمود محمد عز الدين قاسم
فكن قارئا له





ملابسات استخدام بعض الأمم للغات الأجنبية في التدريس :‏

لا يخفى على أحد أن كثيرا من الأمم التي استعمرت غيرها في السابق حاولت جاهدة أن تنشر لغتها وثقافتها على حساب لغة الشعوب المغلوبة لتضمن تبعيتهم القبلية لها وسيادتها عليهم .‏ لقد ذكر العالم الإنجليزي ج.‏ه.‏ جانس في كتابه :‏ "‏الإسلام الحربي"‏ أنه عندما كان الإنكليز والفرنسيون يستعدون في مطلع القرن الحالي لجعل المنطقة التي تسيطر عليها ،‏ أو التي كانت تسيطر عليها ،‏ الدولة العثمانية مناطق نفوذ خاضعة لسيطرتهما واستعارهما ،‏ أجرت كل من إنكلترا وفرنسا بحوثا عن أسباب قوة وصلابة الإنسان العربي التي مكنته من فتح البلاد المحيطة به من الهند وتخوم الصين إلى المحيط الأطلسي ،‏ فوجدت أن أهم سبب لذلك هو طريقة تعليم الطفل العربي :‏ فهو يتعلم القراءة والكتابة قبل سن الخامسة ويختم القرآن الكريم الذي يحتوي على أهم وأفصح التراكيب اللغوية فيتقنه وعمره لا
يزيد على السادسة ،‏ ثم يستكمل إتقانه للغته فيما بعد لدى تعلمه قواعد نحوها وصرفها وترسخها في ذهنه بحفظ ألفية ابن مالك ،‏ وبذلك يتفوق الطفل العربي على الطفل الغربي ،‏ والفضل في ذلك كله يعود إلى نوع التعليم الأولى الذي يوفره الكتاب .‏ لذلك خطط الإنجليز والفرنسيون ما يلي :‏ـ

في البلاد الخاضعة للحكم الإنجليزي إضعاف صفة الكتاب بجعله مقصورا على أبناء الفقراء وإنشاء مدارس حكومية حديثة للطبقة المتوسطة يدخلها الأطفال بعد سن السادسة وإنشاء مدارس أجنبية لأولاد الأغنياء يكون تدريس اللغة العربية فيها ضعيفا ،‏ إن وجد على الإطلاق ،‏ بغية تكوين طبقة يمكنها التعامل مع الأجنبي المحتل ،‏ لكنها تصبح غربية عن كل من المجتمع الذي تعيش فيه والطبقة التي تشبه بها في الغرب مما يجعلها دائمة الشعور بالنقص ،‏ وبذلك يضمن المحتل ولاء هذه الطبقة له والاعتراف له بالسيادة ،‏ أما البلاد الخاضعة للحكم الفرنسي فقد كانت أسوأ حظا إذ أنها منعت من تدريس اللغة العربية في مدارسها العامة ،‏ وبذلك كادت اللغة
العربية تتلاشى من الوجود في تلك البلاد أثناء الاحتلال الفرنسي .‏

ويقول جانس في كتابه هذا ،‏ أن مشكلة العرب هي "‏في الفصل الدراسي"‏ أكثر منها في محاربة الاستعمار والسيطرة الأجنبية بالعساكر والجيوش .‏ ونخلص من كلام المفكر الإنجليزي إلى أن ما فرض علينا بالأمس بقوة السلاح ينبغي ألا نحمل راية تدعيمه ونشره اليوم بأيدينا ما دام فيه الخسران والمحدودية التي ستظل ملاصقة لنا ولأبنائنا جيلا ما دمنا بعيدين عن الدرب الصحيح .‏ لقد كانت لغة التعليم الطبي بقصر العيني هي العربية أكثر من نصف قرن ،‏ ثم قلبت بعد الاحتلال البريطاني إلى اللغة الإنجليزية على يد اللورد كرومر .‏ وفي نفس التوقيت لغة التعليم في الكلية الإنجيلية السورية التي أصبحت الجامعة الأمريكية ببيروت بعد أن كانت العربية قرابة ثلث قرن .‏ كذلك فإن لغة التعليم الطبي في تونس والجزائر والمغرب هي لغة الاستعمار الفرنسي ،‏ وفي الصومال هي لغة المستعمر الإيطالي ،‏ و… إلى أخر القائمة .‏

جامعة المستقبل :‏
ربما كان عذر من سبقنا من الأجيال منذ زوال الاستعمار ،‏ وكان عذرنا نحن كذلك فيما مضى من الأعوام أن من جهل الشيء عاداه .‏ فلا ريب أننا أخطأنا نتيجة تقصير منا ،‏ عن غير قصد ،‏ في إدراك أهمية اللغة القومية في استقاء المعلومات ،‏ ولكن الكارثة في أن نستمر في الخطأ بعد إدراكنا الصواب .‏ إن الاعتراف بالحق فضيلة ،‏ وإذا كنا ننظر بعين التفاؤل إلى جامعة المستقبل فمن الواجب علينا أن نعترف بمحدودية مستوى النسبة العظمى من خريجينا الدارسين بلغة أجنبية ،‏ وكم هو ثقيل على أنفسهم أن يتابعوا ما ينشر حديثا في مجال تخصصهم لما يقتضيه ذلك من وقت وجهد وتركيز بسبب لغة نشره المستعارة ،‏ بينما هم ينامون ويستيقظون على قراءة الصحف والمجلات بلغتهم العربية القريبة إلى قلوبهم دون عناء .‏ أما المجيدون منهم فيمثلون النسبة الأقل رغم أن المقبلين على تلك النوعية من الدراسة هم أصلا أوائل مرحلة ما قبل الجامعة .‏ وأما تلك القلة المجيدة نفسها فكان من الممكن أن تكون أكثر إجادة بحيث تصبح في مصاف العلماء لو أنها وفرت وقتها وضاعفت تحصيلها من خلال الدراسة بلغتها .‏ وجدير بالذكر أن الأمم المتقدمة اليوم تتجه إلى توسيع دائرة العلم التطبيقي والذي ينبني على التفاعل العملي بين دارس العلم وأبناء مجتمعه ليحتك عن كثب مع معضلات حياتهم وليحدد بعد إنهاء دراسته الخطوط العريضة لأبحاثه المستقبلية التي تهدف لإسعادهم .‏ وبالطبع لا يغفل المتبصر للأمور عن مدى محدودية هذا المنحى في حال المجتمعات ذوات الشخصية المزدوجة ،‏ أي تلك التي تعيش حياتها بلغة وتدرس علومها بلغة أخرى مستعارة .‏

الثمار الاجتماعية :‏
إن تناول العلم باللغة القومية في الأمم المتقدمة عامل أساسي في نهضة تلك الأمم ،‏ فبالإضافة لتوفيره للوقت والجهد والعمق العلمي المطلوب لتخريج الكفاءات العلمية العالية ،‏ فإنه كذلك يجعل العلوم والمعارف المختلفة متاحة لكل قطاعات الأمة كثقافة عامة ،‏ مما يرقى بمستوى المواطن على وجه العموم .‏

العراقيل :‏
إن العراقيل التي تثار في وجه تدريس العلم بلغتنا العربية يتصدرها عدم توافر المراجع باللغة العربية ،‏ ولتلك العقبة وجهان .‏ أما الوجه الأول فهو أن عدم توافر المراجع يرجع في حقيقته إلى أن التدريس باللغة العربية غير مطبق ،‏ فلمن تترجم المراجع إذن وتصاغ المصطلحات وتصدر المؤلفات والمجلات .‏ فتلك العقبة إذن هي نتيجة للوضع الراهن من إهمال التدريس بالعربية وليست سببا فيه .‏

وأما الوجه الآخر في ذلك فهو أن عودتنا إلى التدريس بلغتنا لن يعني أبدا انقطاعا عن المراجع الأجنبية بل سنجلب ما نريد منها ونترجمه إلى لغتنا أثناء التحضير لدرجاتنا العليا إذا لم تكن قد تمت ترجمته بعد .‏ إن الفارق كبير بين أن يترجم الدارس بعضا من المعرفة ثم يستوعبها بلغته ويختزنها في ذاكرته ويجري عليها الأبحاث لتطويرها والإضافة إليها وبين أن يطالب باستذكارها وإعمال عقله فيها باللغة المستعارة التي تمثل مع أغلب الدارسين قوالب ثابتة لا حل لهم فيها ولا عقد ،‏ فيتناولوها بالحفظ والتكرار بدلا من تناولها بالتمحيص والتدقيق ويصبح بذلك الحكم عليهم بالتبعية والمحدودية الأزلية .‏

لغتنا العربية :‏
ويدعي البعض أن اللغة العربية قد لا تصلح لتدريس العلم ،‏ وهو ادعاء يثير الدهشة على أي حال .‏ ولا ننسى ما ذكر آنفا من نجاح الاستعمار في نشر تلك الأفكار قديما إلى حد بعيد ،‏ ثم أخذنا نحن نكررها بعد رحيله ودون وعي جيلا بعد جيل .‏ كذلك لا يخفى على أحد أن الأمم المتقدمة اليوم ،‏ ورغم زوال الاستعمار السياسي ،‏ مازال لديها الحرص على توسيع قاعدة استخدام لغاتها في مختلف الأوجه خارج أوطانها ،‏ وتتسابق في ذلك لضمان التبعية الفكرية لنهج سياستها العالمية بعد أن تصبح في نظر شعوب العالم الثالث مصدر العلم والمعرفة وإكسير الحياة ،‏ إن تلك الأمم لا تضن في هذا المضمار بأي كلفة تتحملها معلنة أن هدفها نشر العلم والمعرفة بين المحرومين من أمم الجنوب .‏ فهلا أدركنا ما هو كائن وعزمنا على أن نكون بلغتنا وعمقنا الثقافي في الصدارة بدلا من أن نظل نلهث في أعقاب الشعوب .‏ لقد من الله على أمة العرب بلسان واحد ينطق به زهاء ثلاثمائة مليون فرد منهم ستون مليونا في مصر وحدها ،‏ وهي مبدئيا لغة حية تعترف بها الأمم المتحدة واليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية .‏ أما عمرها على وجه الأرض بالمواثيق التاريخية فيبلغ خمسة آلاف عام قبل ظهور الإسلام ،‏ وهي كما هي لم
تتغير ولم تتبدل ،‏ مقارنة باللغة الإنجليزية الحديثة التي لا يزيد عمرها على وجه الأرض عن خمسمائة عام .‏ بل أن هناك علميا ما يثبت أن اللغة العربية هي أم اللغات الهندية والأوربية وأصل الكلام (‏د.‏ تحية عبد العزيز)‏ .‏ لقد أتمت الدكتورة تحية مقارنة بين ثلاث لغات قديمة هي العربية واللاتينية والسكسونية (‏وهي اللغات الجرمانية التي بنيت عليها اللغة الإنجليزية الحديثة)‏ .‏ وقد أثبتت الدراسة المقارنة أن اللغتين اللاتينية والسكسونية تمثلان شطرا فقط من العربية التي كانت الأصل والمنبع بينما كانت اللغتان الأخريان روافد وقنوات لها .‏ لقد وجد أن ثمانين بالمائة من أفعال اللغة السكسونية وخمسة وسبعين بالمائة من أفعال اللغة اللاتينية من أصل عربي .‏ ويؤيد تلك الحقائق أن عدد الجذور في اللغة العربية يزيد عن ستة عشر ألف مقارنة بثمانمائة جزء فقط في اللاتينية .‏

أما أوجه تميز اللغة العربية فتكمن في وفرة مفرداتها وسعة اشتقاقاتها واطراد القياس فيها وتعدد أنظمة التركيب بها .‏ وفرة مفرداتها أن ثروتها من الألفاظ تقدر بأكثر من اثني عشر مليون مفردة تتألف من نحو مائة وثمانين ألف مادة لغوية ،‏ بينما يقدر معجم اللغة الإنجليزية على سبيل المثال بسبعمائة وتسعين ألفا ما بين مفردة ومصطلح .‏ إن تلك التقديرات مقبولة علميا مع العلم بأن مفردات اللغة أصعب من أن يحاط بها على وجه اليقين ولا يحيط بمفردات العربية إلا نبي .‏ ومما تحظى به العربية أن الجذر الثلاثي للمفردة فيها تتفرع منه عشرات الصيغ الوزنية مطردة القياس متجانسة الدلالة ،‏ وتظل كل مفردة منها تحمل علاقة قرابتها بالدلالة المركزية للجذر .‏ لذلك يسهل في اللغة العربية إدراك العلاقات وأوجه الترابط بين المفردات المختلفة التي تنتمي إلى جذر واحد .‏ وجملة القول أن هناك إجماعا من علماء اللسانيات في شتى أرجاء المعمورة على أن اللغة العربية هي سيدة لغات العالم القديم والحديث مقارنة لها بسائر اللغات ،‏ فيا عجبا لما نفعله من المقابلة لتلك العطية العظمى من الله بالجحود والنكران .‏ وفي ذلك قال الشاعر خالد الشايجي :‏ـ
عجب الدهر من صمودي وصبري رغم أن الحياة أهلي وقومي
هجروني بغير ذنب ولكن هي دعوى جهالة دون علم
ما الذي في اللغات ليس عندي وهي مني ومن جذوري وجرمي
من تكونوا بغير اسمي وديني غير عجم على جهالة بهم

ولله در شاعر النيل حافظ إبراهيم إذ يقول :‏ـ

وسعت كتاب الله لفظا وغاية وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني وفيكم وإن عز الدواء أساتي

العودة إلى لغتنا مطلب حضاري :‏
لا يخفى على أحد أن أي تخصص علمي يشتمل على كم هائل من المعلومات المتشابكة الدقيقة والتي تحتاج إلى تركيز ذهني عال واستغراق فكري لا يقطعه معطل .‏ وبديهي أن بلوغ تلك الغايات يكون أبدع وأسرع ما يكون باللسان الأصلي ،‏ أما أن يستعير الإنسان لسانا آخر لإنجاز تلك المهام فإنه أمر لا يستقيم مع أبسط مبادئ التثقف ،‏ وهو بمثابة من وضع على ظهره حمل ثقيل وطلب منه أن يصعد سلما موجها وجهه إلى أسفل ،‏ بل هو أكثر من ذلك بكثير ،‏ فلم إذن نختار الطريق الأطول والأشد وعورة .‏ هل مبررنا لذلك أننا لا نثق بأنفسنا في مقدرتنا على متابعة الترجمة أم هو استسهالنا لتدريس الكتب الأجنبية دون أن نلمسها ؟‏ إن ذلك ليس من شيم الأمم التي تريد اليقظة من عثرتها واللحاق بغيرها .‏ إنه لمن الأنانية بمكان أن تكون أجيالنا الحالية من السلبية بحيث تضن بالاعتراف بالحق والأواب إلى الصواب أو أن تكابر مدعية أنها ورثت الإنكليزية أو الفرنسية كابرا عن كابر ،‏ أيا كان السبب في نفس كل منا وراء ذلك العناد .‏

عودة إلى الحق :‏
ومع انحسار الاستعمار التقليدي بدأت بلدان كثيرة في العالم تعود إلى لغاتها الأصلية وبدأنا نتحدث من جديد عن العودة إلى جذورنا العربية التي منها نشأنا وعليها تغذينا ومن خيوطها نسجنا تاريخنا بل وتاريخ الثقافة في العالم بأسره .‏ ومما يبشر بالخير تزايد إدراك أمتنا لما فيه خيرها ونفعها ،‏ وتشهد على ذلك توصيات مجلس وزراء الصحة العرب ومؤتمرات وزراء التعليم العرب واتحاد الأطباء العرب واتحاد رؤساء الجامعات العربية ،‏ وكذلك خطة العمل الواقعية التي انتهى إليها السادة عمداء كليات الطب العربية في اجتماعهم بالقاهرة من السابع عشر إلى العشرين من يونيو عام ألف وتسعمائة وتسعين .‏ هذا ولا ينبغي علينا أن نبدأ في تناولنا لأمر كهذا من حيث بدأنا من قبل نبدأ من حيث انتهينا .‏ لقد نصت خطة العمل سالفة الذكر على ضرورة تحقيق تعريب التعليم الصحي والطبي في كل كليات الطب في العالم العربي خلال الفترة من ‏1990 ـ ‏1999 على أن تكتمل الخطوات بحلول سنة ألفين .‏ إنني على ثقة تامة بأن قيام مصر بهذا الإنجاز الحضاري سوف يتبعه اقتفاء سائر العرب لمسيرة الخير تلك ،‏ إذ أن الله أراد لمصرنا أن تكون قلب العرب النابض .‏ ومما يزيد الأمر يسرا أن لدى سوريا الشقيقة ما يكفي لبداية التدريس فوراً باللغة العربية وما علينا إلا أن نوسع ونضيف إلى ما أنجزته خلال خمسين عاما مضت .‏ كذلك يجب أن نتذكر أن لغة التعليم في جميع دساتير الدول العربية وفي جميع قوانين تنظيم الجامعات بها ،‏ بما في ذلك مصر ،‏ هي اللغة العربية ،‏ أدعو الله أن يوفق أمتنا إلى ما فيه سدادها وفلاحها حتى تعوض ما فاتها وتعيد أمجاد الأجداد .‏

المراجع :‏

1. خطاب الدكتور حسين عبد الرازق الجزائري في ندوة تعريب التعليم الصحي في الوطن العربي دمشق ‏5 ـ ‏7 ديسمبر ‏1998 .‏
2. خطاب الدكتور حسين عبد القادر الجزائري في المؤتمر الإقليمي لتعريب التعليم الطبي في البلدان العربية القاهرة من ‏17ـ‏20 يونيو ‏1990 .‏
3. ندوة التعليم الصحي في الوطن العربي دمشق ‏5 ـ ‏7 ديسمبر ‏1988 .‏
4. تعليم الطب بالعربية في جامعات العربية .‏أ.‏د صادق الهلالي .‏ مركز الملك فهد للبحوث الطبية جامعة الملك عبد العزيز ،‏ جدة ،‏ المملكة العربية السعودية.‏
5. المرشد العالمي لمدارس الطب ،‏ الطبعة السادسة ،‏ منظمة الصحة العالمية،‏ ‏1988 .‏
6. كتاب "‏ في سبيل العربية "‏ للدكتور محمد هيثم الخياط .‏
7. المؤتمر السنوي الرابع لتعريب العلوم ،‏ القاهرة ‏4 ـ ‏5 مارس ‏1998 .‏
8. ندوة نادي مكة الثقافي والأدبي ،‏ مكة المكرمة ،‏ ‏23 سبتمبر ‏1998 .‏
9. عناصر التعريب وقضيتنا الحضارية أ.‏د.‏ محمد توفيق الرخاوي دورية تعريب الطب،‏ المجلد ‏1،‏ العدد ‏4 أكتوبر ‏1997 تصدر عن المركز العربي للوثائق والمطبوعات الصحية "‏ أكمل "‏ بدولة الكويت .‏
10. تدريس الطب باللغة العربية من منظور الأستاذ والطالب .‏أ.‏د.‏ أسامه رسلان دورية تعريب الطب ،‏ المجلد ‏1،‏ العدد ‏4 ،‏ أكتوبر ‏1997 .‏
11. دور الترجمة في تعريب الطب قديما وحديثا.‏ د.‏ يعقوب احمد الشراح .‏ دورية تعريب الطب ،‏ المجلد ‏2 ،‏ العدد‏3 ،‏ نوفمبر ‏1998 .‏
12. التعريب:‏ حدود الواقع أفاق المستقبل .‏د.‏ جمال الدين احمد حسن أبو رجيله .‏ دورية تعريب الطب،‏ المجلد ‏2،‏ العدد ‏3 ،‏ ‏1998 .‏
13. Militant Islam G.H.Jansen . By pan World Affairs .

======================================
الدكتور/ محمود محمد عز الدين قاسم
مدرس الجراحة بكلية طب قصر العيني - دكتوراه الجراحة العامة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المنظور اللغوي لمواكبة الحضارة الجزء الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التعليم الثانوي التكنولوجي قصر البخاري ::  المواد الأدبية :: الأداب و اللغة العربية :: مواضيع عامة-
انتقل الى: