بسم الله الرحمن الرحيم
و به أستعين
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على خير المربين محمد و على آله و صحبه أجمعين
أما بعد فكم من كلمات ننطق بها و لكننا نغفل عن معناها الحقيقي الذي إن عرفناه
تعجبنا من ورود هذه الكلمات الدالة عليه و نحن ننطق بها
مرارا و تكرارا: و قد تزداد خطورة الأمر إذا ما صدرت
هذه الكلمات من أفواه الخاصة من المثقفين و الغريب في الأمر أن بعضهم
نطق ببعض هذه الكلمات آخذا إياها عن العامة و هذه هي الطامة الكبرى......
و من ذلك كلمتان سمعتهما بنفسي عن خاصة الناس و في ميدان التعليم
1- أولاهما : قول بعضهم : عندما يذكر اسم ولي صالح : "شاهو لهو به " فما معنى هذه العبارة في الحقيقة- رغم أنها دارجة ؟؟؟
إن معناها أيها السادة الكرام هو : لا يشاء الله إلا به..--و العياذ بالله و تعالى الله علوا كبيرا عن ذلك--
فكيف لا يشاء الله إلا بمشيئة عبده ؟؟؟؟ فهل يقبل أحد عاقل هذا الأمر
بل العامي نفسه عندما يعلم معنى هذه العبارة فإنه يتعوذ من استعماله لها و لا يقبل بذلك ألبتة.......
2- ثانيهما : سمعت معلما يقول لتلاميذته : "استخرجوا ورقة الوسخ "
و لما سألته عن معنى ذلك قال :إنها ورقة التدريب فصصحت له الأمر و قلت قل التدريب إن شئت
و هي في العربية معناها المسودة بتشديد الواو و ليست أيضا المسودة بتخفيف الواو لأنها بعكس معنى المبيضة
و لقد ناقشني بقوله : و لماذا هذا اللف و الدوران بسبب كلمة : الوسخ أليست الكلمة عادية و توحي بحقيقة استعمال الورقة المسودة
فقلت نعم و لكن بالنظر إلى الدال و المدلول لا يمكن أن نسمي ورقة بالوسخ و هي ورقة قد نكتب عليها القرآن الكريم أو الحديث الشريف
بالإضافة إلى أن الوسخ الذي هو بمعنى La Saleté باللغة الفرنسية هو كلام لا يليق بمقام ما نكتبه على هذه الورقة كما أسلفت
و لقد سمى الفرنسي هذه الورقة بــــــ: Brouillon
و قال لي هذا ما تعودنا عليه منذ كنا في التعليم الابتدائي تلاميذ...
قلت نعم و اليوم قد اتضح لكم المعنى
و إن شئتم اجعلوها من باب الشبهات و ترك الشبهات هو أحسن
و اختاروا إن شئتم بين "الوسخ" و "المسودة" - بتشديد الواو- و أرجو فقط ألا تكتبوا كلام الله
و حديث الرسول عليه الصلاة و السلام على ورقة تسمونها بالوسخ
و شكرا على حسن استماعكم
الأستاذ مصطفى بن الحاج