بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان، سبحانه علم الإنسان ما لم يعلم، وكان فضل الله عليه عظيماً.
فإن الإسلام دين العلم حث على طلبه ورفع مكانة العلماء, فالعلم قامت عليه المجتمعات والحضارات.
قال الشاعر:
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم ولم يُبنى ملك على جهل وإقلال
و لا ننسى أن أول ما نزل على الرسول (صلى الله عليه وسلم) (اقرأ)، لتفتح هذه الآيات الآفاق أمام أمة الإسلام ليقتحموا مجالات العلوم النافعة، سواء كانت علوماً شرعية أم العلوم التي تصلح بها أمور دنياهم ومعاشهم. فكن أيها القارئ ابناً من أبناء الإسلام ،حريصاً على رفع رايته ونصرة شريعته، عاملاً على نشر العلم ومنافعه على أبناء أمتك والبشرية جميعاً. وكن حريصاً على طلب العلم، واعلم أن ليس لطالبه نهاية، وازدد منه كل يوم, يقول سبحانه: (وقل رب زدني علماً)
هذه بعض القواعد التي تساعد الطلاب على النجاح و التفوق في دراتسهم وحياتهم، جمعناها لعل الله تعالى ينفع بها, ويكتب لها القبول و العمل فنقول:
1- تقرب إلى الله تعالى:
بعض الطلاب لا يقبلون على المساجد والتعرف على الله تعالى إلا في أيام الامتحانات، ثم يرجعون إلى ما كانوا عليه بعد موسم الامتحانات، وهذا خطأ كبير حيث إنك محتاج إلى الله تعالى في كل وقت وخاصة أيام الامتحانات التي هي أيام شدة, وسنة الله تعالى أن من تعرف عليه أيام رخائه يعرفه أيام شدته، كما أخبرنا بذلك رسولنا (صلى الله عليه وسلم) بقوله: "تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة"- رواه الترمذي, فاحرص على أن تلازم الطاعة فإن فيها الراحة والعون والسعادة.
2- ادع الله تعالى:
لقد عودنا رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) على أن ندعو الله في كل الأوقات وخاصة أيام الشدائد, و كذا نستغفره من تقصيرنا، ولعل هذا من الأسباب التي تساعد على إزالة القلق والتوتر، وتغرس الاطمئنان والهدوء في النفس.
3- فكر في النجاح: لماذا تفكر في الرسوب؟ لماذا تعتقد أن هذا الأستاذ بخيل ولذلك سوف أحصل عنده على مقبول؟ لماذا تقول ( أنا أعرف مسبقاً أن الجميع أفضل مني وبالذات الطالب فلان)؟ لماذا لا تفكر في النجاح, لماذا لا تكون عندك شخصية واثقة من بالنجاح باستمرار؟.
4- احذر رفقاء السوء:
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه فإن القرين بالمقــارن يقتدي
فإن كان ذا شر فجانبـــه سرعة وإن كان ذا خير فقارنه تهتدي
في أي مجتمع بشري تجد رفقاء يشجعونك ويزرعون في قلبك الأمل ويحثونك على الدراسة والاجتهاد, وآخرين رفقاء سوء يحثونك على اللعب واللهو في أيام الاستعداد للاختبارات, ويقولون لك لا فائدة من الدراسة, وينصحونك بشتى أنواع الغش الحرام. فهذا الصنف احذره ولا تخالطه، واحرص على الصنف الأول وتمسك به:
لا تصحب الكسلان في حالاته كم صالح بفاسـد آخـر يفسـد
عدوى البليد إلى الجليد سريعة كالجمر يوضع في الرماد فيجمد
5- تعرف على أستاذك: تعرف على أستاذك وعلى طريقته في وضع الامتحان من خلال الاختبارات الشهرية, واعرف ماذا يحب وماذا يكره، فإن هذا سيحدد طريقه دراستك للامتحان , وكذلك طريقه إجابتك، ويمكنك استخدام ذلك كجزء من عمليه التعرف وهي:
ترقب دليلاً أو إشارة من المعلم حول الأمور المهمة في المنهج و خذها على محمل الجد وركز عليها.
كن مستمعاً وقارئاً متيقظاً و منتبهاً.
اسأل المعلم عن الأشياء المهمة.
اسأل الطلاب الذين درسوا عند هذا المعلم عن طريقته وأسلوبه.
احرص على حضور أول درس فإنه عادة ما يكون هناك رسم لمنهج الدراسة والأسلوب خلال العام.
6- كوّن جدولاً للمذاكرة: ينبغي أن تتعود من أول يوم على أن يكون هناك جدول للمذاكرة تحدد فيه اسم كل مادة, والوقت المقترح لدراستها، مراعياً المواد السهلة من غيرها, وكذلك المواد المحببة إلى نفسك من غيرها، و مواعيد الاختبارات, والأوقات التي عادة ما تكون نشيطاً فيها من عدمها, وتفرغ ذلك كله في هذا الجدول وتحاول الالتزام به قدر المستطاع.
7- اقرأ في الامتحانات السابقة: حاول أن تتعرف على طريقة الأسئلة والموضوعات المهمة، من خلال الامتحانات السابقة حيث تراعى تكرار بعض الأسئلة حول موضوعات معينة وإن كانت بأساليب مختلفة، فتهتم بهذه الموضوعات وكذلك التدريب على طريقه الإجابة.
8- ذاكر مبكراً: إن الاستعداد الحقيقي للاختبار إنما يكون مع بداية الفصل الدراسي، حيث إن بعض الطلبة يؤجل هذا الاستعداد إلى الأيام الأخيرة من الفصل الدراسي مما يسبب هذا الفعل نوعاً من القلق والاضطراب يسمى (قلق الامتحانات)؛ لتزاحم المواد الدراسية عليه مع ضيق الوقت المتبقي. إن الطالب الذي يحب أن يتفوق ويرتاح في النهاية هو ذلك الطالب الذي يستعد لهذه الاختبارات من البداية.
9- نم مبكراً: لا تسهر أيام الامتحانات فالسهر عادة غير صحيحة تماماً لأنه يؤثر على الدماغ الذي يحتاج إلى الراحة حسب طبيعته في الليل، وكذلك يتعب العينين مما يؤدي في النهاية إلى ضعف أداء الطالب خلال النهار.
10- اقرأ الملخصات: إن الحرص على تلخيص الدرس في دفتر خاص يساعدك على مراجعة المادة سريعاً أيام الاختبارات، وبالذات في الساعات القليلة التي تسبق الامتحان، فضلاً عن كونها تؤكد المادة مع حصول الفهم الصحيح دون نسيان.
11- صل الفجر: تعود على الاستيقاظ لصلاة الفجر في جماعة المسجد، فإن صلاة الفجر تفيدك وتحقق لك ما يلي:
تزيد من انشراح صدرك وبالتالي يزيد استيعابك وفهمك للمادة.
تشعر بالفرح والسرور طوال اليوم.
تذهب عنك قلق الامتحان.
12- احرص على الراحة: مع اقتراب موعد الاختبارات يزداد التوتر عند البعض، فيلجؤوا إلى تعاطي المنبهات وخاصة الشاي والقهوة من أجل السهر، وبالتالي فإن هذا الأمر يضعف العقل ويجعل الذاكرة تفقد الكثير مما فيها، فيجد الطالب نفسه وقد ذاكر ودرس ولكنه لا يستحضر الكثير مما قرأه نتيجة للإرهاق والتعب الذي تعرض له؛ لذلك نقول:
تجنب تعاطي المنبهات قدر المستطاع.
احرص على المذاكرة في أوقات الصباح الباكر.
خذ قسطاً من الراحة عقب كل مدة زمنية من المذاكرة، حيث إن الاستمرار فيها يقلل من نسبة الاستيعاب.
13- احرص على وجبة الإفطار: إن إهمال الطالب لوجبة الإفطار نتيجة للقلق والسهر وعدم الرغبة في الطعام يؤثر على أدائه في التحصيل والإجابة، مع كون جهده يقل في الساعات الأولى من النهار حتى ينعدم، وهذا بالطبع ينشأ عنه أخطاء كثيرة لعدم التركيز، لذا ينبغي على الطالب أن يتعود على تناول وجبة الإفطار ويحمل نفسه عليها.
14- احضر مبكراً: إن حضورك المبكر إلى قاعة الامتحان يتيح لك الدخول إلى القاعة و نفسك هادئة غير مضطربة مما يؤثر إيجابياً على الأداء والإجابة الصحيحة.
15- ثق بنفسك: إن بعض الطلاب يمرون في حياتهم الدراسية ببعض التجارب الفاشلة, وقد تتكرر هذه التجارب، فينتج عن ذلك حاجز وهمي أمامهم مكتوب عليه" أنا فاشل"ـ "أنا ضعيف"ـ "أنا لا أستطيع أن أنجح في مادة كذا", وغير ذلك من العبارات. إن هذه المعلومات ـوتكرارها المستمرـ تضعف قدرة الطالب على المسيرة والتقدم والنجاح في حياته الدراسية. إننا كبشر نقدم أحياناُ الفشل على النجاح بمعنى أننا نقدم " سوف أحصل على مقبول في هذه المادة" على "سوف أحصل على امتياز في هذه المادة", و الفرق بين من يقدم الثانية عن الأولى أنه واثق من نفسه, لا ينظر إلى الأفكار المحبطة التي تؤثر على ركب التقدم.
16- اعرف أسلوب الإجابة: يتحدد أسلوب الإجابة بثلاث مراحل هي:-
مرحلة ما قبل الإجابة: يتعين قراءة الأسئلة مرة واثنين وثلاثة بتأن وهدوء ودون ارتباك أو قلق, إذ من شأن القراءة الهادئة فهم طبيعة السؤال و كما يقال" فهم السؤال نصف الإجابة".
المرحلة التي تكون أثناء الإجابة:
i. اختيار السؤال الأسهل.
ii. الانتهاء من الإجابة على سؤال كامل، عكس ما يفعله البعض حيث يجيب على جزئيات من الأسئلة هنا و هناك ثم ينسى في زحمة المادة وكثرتها.
iii. ترك السؤال الأصعب إلى ما بعد الانتهاء من الإجابة على جميع الأسئلة السهلة.
iv. التنسيق: بحيث تكون لكل إجابة سؤال صفحات مستقلة مع تسلسل الأفكار وترتيبها.
مرحلة ما بعد الإجابة:
i. يتعين مراجعة الأجوبة لمراجعة السهو والخطأ، وذلك بعد أخذ وقت من الراحة الذهنية بين الإجابة والمراجعة.
ii. التأكد من عدد الأجوبة المطلوبة على ورقة الإجابة.
iii. إذا ظهر لك بعد الخروج من القاعة بعض الأخطاء أو النسيان لبعض الأسئلة فلا تندم وتتألم واستعد لما بعد.
17- تحلّ بالأخلاق الحميدة, و تخل عن العادات الذميمة: بعض الطلاب يتعودون على شرب الدخان , وكذا التعامل مع زملائهم بأسلوب غير محمود, أو استخدام عبارات ليست طيبة كنوع من الممازحة وخلافه. أو يلبس لباساً لا يليق بالوقار والأدب والاتزان أو يحلق شعره بقصّات ليست من عاداتنا و لا تقاليدنا، مثل هذه الأمور يجب على الطالب أن يقلع عنها لكونها ليست حميدة فضلاً عن أنها تدل على عدم اهتمام الطالب بأخلاق دينه وأعراف مجتمعه، وهذا بالطبع عنوان على تأخر الطالب ودليل عدم النجاح في الحياة فضلاً عن الامتحان.
هذه بعض القواعد كتبناها لأبنائنا الطلبة و الطالبات عسى الله تعالى أن ينفعهم بها ويعينهم على تحقيقها.