مصطفى بن الحاج مشرف قسم
عدد الرسائل : 1284 العمر : 60 نقاط : 3594 تاريخ التسجيل : 26/09/2008
| موضوع: تدعيم الفهم في التفريق بين المجازين العقلي و المرسل الثلاثاء سبتمبر 28 2010, 20:31 | |
| هذا الملخص يساعد المتعلمين على فهم الفرق الأساسي بين المجاز المرسل و العقلي منقول لأهميته و فائدته جزى الله كاتبه خير الجزاء
المجاز العقلي وبلاغته تعريفه: هو إسناد الفعل، أو ما فيمعناه إلى غيرِ ما هو له لعلاقةٍ، مع وجود قرينةٍ تمنع من إدارة الإسناد الحقيقي،والمقصود بـ (ما في معناه): المشتقات التي تعملعمل الفعل: كالمصدر، واسم الفاعل واسم المفعول، والصفة المشبهة، واسم التفصيل. الفرق بين المجاز المرسل والمجازالعقلي: لا يكون المجاز العقلي إلاّ في إسناد،أيْ في ما كان فيه المعنى قائما على مسند ومسندٍ إليه. ولتوضيح هذا التعريف نذكر المثالينالآتيين: 1) أنبت اللهُ الزرع. 2) أنبت الربيعُ الزرع. في المثال الأول أسندنا الفعل (أَنْبَتَ)إلى الله، وهو إسناد حقيقي لأنه الفاعل الأصلي أو الحقيقي. أمّا في المثال الثاني فالإسناد مجازي،لأنّ الذّي ينبت الزرع هو الله، وليس الربيع، والربيعُ هو زمنٌ يكون فيهالإِنْبَاتُ ليس إلاّ. علاقات المجاز العقلي: السببيّة: وفيها يسند الفعل، أو مامعناه إلى السبب الذي أدّى إليه. ومثاله: أهلك الناسَ الدّينارُ، لاحظأنّنا أسندنا الفعل "أهلك" إلى الدينار، وهو لم يُهلك الناسَ حقيقة، بلهو سببُ الفتنة التي تؤدي إلى الهلاك، فالمجاز عقلي، والعلاقة سببيّة. ومنه أيضا قوله تعالى: )وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِلِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (غافر36. فالآية قد أسندت فعلَ (ابْنِ) إلىهامان، ولكنّ هامانَ ليس الفاعل الحقيقي، إنما هم العمّال والبنّاؤون الذين كلفهمهامان ببناء الصرح، ولكنْ لمّا كان هامان سبباً في البناء أُسند الفعل إليه. الزمانيّة: وفيها يُسند الفعل إلىالزّمان الذي وقع فيه، ومثالها قوله تعالى: )يَوْماً يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيبَا(المزمل17. أَسندت الآيةُ الفعلَ إلىاليوم (يوماً)، وهو مسند إليه غير حقيقي، والمسند إليه الحقيقي هو الأهوال التيتحصل في هذا اليوم، وبما أن اليوم هو الظرف الزّماني للأهوال أُسند الفعل إليه،فالعلاقة زمانيّة والقرينة حالية. المكانيّة: وفيها يُسند الفعل، أو مافي معناه إلى مكانِ المسندِ إليه، أيْ يسند الفعل إلى المكان الذي وقع فيه،ومثالها قولنا: في بلادنا حدائقُ غنّاء، فمن الواضح أنّ الحدائق لا تغنّي، وإنماأَسندنا الغناءَ إلى غير فاعله الحقيقي، وبما أنّ الفاعل الحقيقي الذي يغنّي هوالعصافير التي مكانهُا الحدائق، لذلك أسندنا الغناءَ إلى الحدائق على سبيل المجازالعقلي الذي علاقته مكانية، ومثالها أيضا قولنا: ارتوينا من مَشْرَبٍ عذب، فكلمةمشرب اسم مكان، وهو مكان الشرب، وهذا المكان لا يكون عذباً، إنما الماء الذي مكانهفي المشربِ هو العذبُ، فالمجاز عقلي، والعلاقة مكانية. المصدريّة: وفيها يُسند الفعل إلىمصدره، بدلاً من الفاعل الحقيقي، ومثالها قولنا: الله جلَّ جلاله، والمعنى: جلَّاللهُ. حيث أسندنا الفعل إلى مصدره بدل إسناده إلى الفاعل الحقيقي، إذن فالعلاقةمصدرية، ومثالها كذلك: جَدَّ جِدُّهُمْ، فنحن جعلنا المصدر (جِدّهم) فاعلاً،وأسندنا الفعل إليه بدلاً من الفاعل الحقيقي، ومنه كذلك: جنّ جنونهم. الفاعليّة: وفيها يسند الفعل إلى صيغةاسم المفعول، والمرادُ اسم الفاعل، ومثالها قوله تعالى:)وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَابَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً (الإسراء45، فالحجاب في أصله ساترٌ لامستور، نقول لقد حَلَّ اسم الفاعل محل اسم المفعول، فالعبارة مجازٌ عقليّ،والعلاقة فاعلية، والقرينة حاليّة. ومنها كذلك قوله تعالى:)إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً (مريم61، أيْ كان وعدُه آتيا، لاحظأنّنا أسندنا اسم المفعول، وأردنا اسم الفاعل. فالعلاقة فاعليّةوالقرينة حاليّة. المفعوليّة: وفيها يُسند الفعل إلىصيغة اسم الفاعل، والمرادُ اسم المفعول، نحو قولنا: هذا مكانٌ آمنٌ، فنحن استخدمناصيغة اسم الفاعل (آمن) ونريدُ معنى المفعولية (مَأْمُونٌ)، فالعبارة مجاز عقلي،والعلاقة مفعوليّة، والقرينة حالية، ومثالها كذلك قولنا: السّوق عامرٌ، ففيالحقيقة السّوق لا يكون عامراً، بل معمورا، إذن ففي إطلاق اسم الفاعل وإدارة اسمالمفعول مجاز عقلي علاقته المفعوليّة، وقرينتُهُ حاليّة. قرينة المجاز العقلي: للمجاز العقليأربع قرائن هي: القرينة اللفظيّة: قد تُذكرُ في الكلامقرينة المجاز العقلي ذكراً لفظياً، مثل: بَنَى أغنياءُ القرية مسجداً بديعاً بفضلأَمْهَرِ البنّائين، فالقرينة كما نلاحظ لفظيّة، وهي (بفضل أمهر البنّائين). القرينة العقليّة: مثل شَوْقُكَ ساقنيإلى زيارتك، فالشّوق ليس في الحقيقة فاعلاً، لكنّه الدافعُ النفسي للزيارة، وهذاأمرٌ يدرك بالعقل. القرينة المدركة بالعادة: مثل بَنَىرئيسُنا العديد من المنشآت، فالرّئيس ليس في الحقيقة فاعلاً، وإنما مَنْ كلّفالبنائين بذلك، وإدراكُ ذلك يكون بالعادة. القرينة الحالية: مثل: كتب الوالدرسالة إلى ابنه، فإنْ كانت حال الوالد معروفةً بأنّه مكفوف مثلاً، عرفْنا بأنهأَمَرَ مَنْ يكتبها لَهُ، فالقرينة حالية. بلاغة المجاز العقلي: المجاز العقليأسلوب راقٍ، يعبّر عن سعة اللغة العربية، وقدرتها على تجاوز حدود الحقيقة إلىالخيال، ويسمّيه بعضُ البلاغيين بالمجاز الحُكمي، أو الإسناد المجازي، لذلك ترىكثيراً من الباحثين يُدْرِجونه في علم المعاني لا في علم البيان. ويُعتبَر المجاز العقلي من الأساليبالبلاغية التي وسّعت مجالاتِ التعبير، وأضفت على اللغة طابع الجمال، فَبِوَساطتهأثبتت اللغة العربية قدرتها على القفز فوق حدود الحقيقة، بُغية استيعاب الصورالخيالية الساحرة، وقد أطلق أئمة البلاغة العنان في الحديث عن بلاغة المجازالعقلي، فقال ابن رشيق القيرواني في كتابه العُمدة: "إنّ العرب كثيرا ماتستعمل المجاز، وَتعُدُّهُ من مفاخر كلامها، وهو دليلُ الفصاحةِ ورأسُ البلاغة،وبِهِ بانتْ لغتها عن سائر اللغات، والمجاز في كثيرٍ من الكلام أبلغ من الحقيقة،وأحسن موقعاً في القلوب والأسماع". | |
|
admin المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 5117 العمر : 57 نقاط : 12013 تاريخ التسجيل : 03/08/2008
| موضوع: رد: تدعيم الفهم في التفريق بين المجازين العقلي و المرسل الأربعاء سبتمبر 29 2010, 10:40 | |
| | |
|