الرقم الأكثر تميّزاً
سوف نعيش في هذا الفصل مع بعض دلالات الرقم الأكثر تميّزاً في كتاب الله تعالى، وهو أول رقم ذُكر في القرآن، وأكثر رقم تكرر في القرآن بعد الواحد، إنه الرقم سبعة. وسوف نرى بأن الله جلَّ وعلا قد اختار هذا الرقم وجعله دليلاً على قدرته في إحكام خَلْقِه، ودليلاً على قدرته في إحكام كتابه.
الرقم المفضَّل
كما أن الخالق سبحانه وتعالى فضّل بعض الرسل على بعض، وقال في ذلك: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ [البقرة: 253].
وكما أن الله تعالى فضَّل بعض الليالي على بعض فقال في ليلة القدر: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 1-5].
وكذلك فضَّل بعض الشهور من السنة مثل شهر رمضان فقال: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185]. وفضَّل بعض المساجد مثل المسجد الحرام والمسجد الأقصى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].
وكما فضَّل بعض البقاع على بعض مثل مكة المكرمة: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 96]. وكما أن الله قد فضَّل بعض السور فكانت أعظم سورة في القرآن هي فاتحة الكتاب، وكانت آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله. وكانت سورة الإخلاص تعدل ثُلُثَ القرآن، هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والآن لو تساءلنا عن لغة الأرقام في القرآن العظيم، وتدبَّرنا الأرقام الواردة فيه، ودرسنا دلالات كل رقم، فهل فضَّل الله تعالى رقماً عن سائر الأرقام؟ بلا شك إن الرقم الأكثر تميّزاً في كتاب الله تعالى بعد الرقم واحد هو الرقم سبعة! فهذا الرقم له خصوصية في عبادات المؤمن وفي أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام، وفي الكون والتاريخ وغير ذلك.
لماذا اقتضت مشيئة الله عزَّ وجلَّ اختيار الرقم 7
هذا الرقم يملك دلالات كثيرة في الكون والقرآن وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم. حتى تكرار هذا الرقم في كتاب الله جاء بنظام محكم، فلا يوجد كتاب واحد في العالم يتكرر فيه الرقم سبعة بنظام مشابه للنظام القرآني. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية هذا الرقم وأنه رقم يشهد على وحدانية الله تعالى.
وللرقم سبعة حضور في حياتنا وعباداتنا، فالسماوات سبع، والأراضين سبع، والأيام سبعة، وطبقات الذرة سبع، ونحن نسجد لله على سبع، ونطوف حول الكعبة سبعاً، ونسعى بين الصفا والمروة سبعاً، ونرمي إبليس بسبع، وأُمرنا بسبع، ونُهينا عن سبع، والموبقات سبع، والذين يظلّهم الله في ظله سبعة، وأبواب جهنم سبعة، ونستجير بالله منها سبعاً، وأُنزل القرآن على سبعة أحرف،.....وأشياء يصعب حصرها، بشكل يضع هذا الرقم على قمة الأرقام بعد الرقم واحد الذي يعبر عن وحدانية الله تعالى، فهو الواحد الأحد.
إعجاز في تكرار الكلمات والحروف
عدد السماوات التي خلقها الله تعالى سبع، ولو بحثنا في القرآن عن كلمة (السّماوات) نجد أنها ارتبطت مع الرقم سبعة تماماً سبع مرات!! فقد تكررت عبارة ( سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ) و (السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ) في القرآن كله سبع مرات بالضبط بعدد هذه السماوات!! وهذه هي الآيات السبع:
1ـ ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 29].
2ـ ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً﴾ [الإسراء: 44].
3ـ ﴿قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ [المؤمنون: 86].
4ـ ﴿فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ [فصلت: 12].
5ـ ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً﴾ [الطلاق: 12].
6ـ ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ﴾ [الملك: 3].
7ـ ﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً﴾ [نوح: 15].
إذن عدد السماوات التي خلقها الله سبعاً وجاء ذكرها في القرآن الكريم سبعاً فتأمل هذا التناسق، هل جاء بالمصادفة؟!
ولو بحثنا لوجدنا أن الرقم سبعة هو أول رقم ذُكر في القرآن من بين جميع الأرقام، وذلك في قوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 29].
ولو بحثنا عن تكرار جميع أرقام القرآن لوجدنا أن الرقم سبعة هو أكثر رقم تكرر في القرآن بعد الرقم واحد. فالرقم واحد هو الأكثر تكراراً في القرآن، ثم يأتي بعده مباشرة الرقم سبعة. وقد يكون في ذلك إشارة لطيفة إلى وحدانية الخالق أولاً وقدرته في خلقه ثانياً. يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) [الطلاق: 12].
ولو تأملنا أول سورة في كتاب الله تبارك وتعالى لوجدنا سورة الفاتحة، وهي سبع آيات، وعدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها هو واحد وعشرون حرفاً، من مضاعفات السبعة 21=7×3. والشىء المبهر في هذه السورة العظيمة التي سمّاها الله تعالى بـ (السبع المثاني) أن عدد حروف اسم (الله) فيها هو سبعة في سبعة!!! أي أن عدد حروف الألف واللام والهاء في سورة السبع المثاني هو 49 حرفاً، وهذا العدد يساوي بالتمام والكمال 7×7، بما يتناسب مع اسم هذه السورة!
لقد أخبرنا المولى جلّ وعلا عن عدد أبواب جهنّم أجارنا الله منها، فقال: (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) [الحجر: 44]، ولو بحثنا عن كلمة (جهنّم) في القرآن كلّه نجد أنها تكررت 77 مرة بالضبط، وهذا العدد من مضاعفات السبعةأيضاً، فهو يتألف من 7 و 7، ويساوي 7×11، إذن لجهنم سبعة أبواب وذُكرت في القرآن عدداً من المرات هو من مضاعفات الرقم سبعة.
إعجاز في الرقم سبعة
ذُكر الرقم سبعة لأول مرة في القرآن في قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 29]، ولو بحثنا عن الآية التي ذُكر فيها الرقم سبعة لآخر مرة في القرآن نجدها في قوله تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً) [النبأ: 12]. والآن إلى هذه التناسقات المبهرة مع الرقم 7:
1- إذا قمنا بعدّ السور من سورة البقرة حيث ورد الرقم 7 أول مرة، وحتى سورة النبأ حيث ورد الرقم 7 آخر مرة، لوجدنا بالضبط 77 سورة، وهذا العدد من مضاعفات السبعة.
2- ولو قمنا بعدّ الآيات من الآية الأولى حيث ورد الرقم 7 وحتى الآية الأخيرة حيث ورد هذا الرقم، لوجدنا 5649 آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً.
3- ولو قمنا بعدّ الآيات من أول سورة البقرة التي ورد فيها الرقم 7 لأول مرة، وحتى آخر سورة النبأ التي ورد فيها الرقم 7 لآخر مرة، سوف نجد عدداً هو 5705 آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً!!
4- ولو قمنا بعدّ الآيات من أول القرآن وحتى آخر سورة النبأ أي حتى نهاية السورة التي ورد فيها الرقم سبعة لآخر مرة، لوجدنا بالضبط 5712 آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً.
ونلخص هذه التناسقات:
الرقم 7 أول مرة ............ الرقم 7 آخر مرة
عدد السور من السورة الأولى وحتى الأخيرة من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من أول القرآن وحتى أول آية من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من أول القرآن وحتى آخر آية من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من أول السورة الأولى وحتى أول آية من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من أول السورة الأولى لنهاية الأخيرة من مضاعفات الرقم 7
وتأمَّل: هل جاءت جميع التوافقات هذه مع الرقم سبعة بالمصادفة العمياء؟ وهذا الإحكام نراه في كلمة من كلمات القرآن، فكيف بنا لو أردنا أن نتدبَّر كلمات القرآن بكامله؟ والسؤال الآن: هل يمكن للمصادفة أن تجعل عدد السور من مضاعفات السبعة، وعدد الآيات من مضاعفات السبعة، في آيات تتحدث عن الرقم سبعة؟؟؟!!
إعجاز في أجمل كلمة...
إنها كلمة (اللــه).... جل جلاله! رتّبها ربّ العزة سبحانه في كتابه بشكل مُحكَم يقوم على الرقم سبعة أيضاً، كدليل على أنه ربّ السماوات السبع.
فلو بحثنا عن أول آية ذُكر فيها اسم (الله) جلّ وعلا نجدها في أول آية من القرآن وهي: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 1]، أما آخر آية ذُكر فيها هذا الاسم الكريم فنجدها في قوله تعالى: (اللَّهُ الصَّمَدُ) [الإخلاص: 2]، وإلى هذه التوافقات مع الرقم سبعة:
1- إذا عددنا السور من سورة الفاتحة حيث وردت كلمة (الله) أول مرة، وحتى سورة الإخلاص حيث وردت كلمة (الله) لآخر مرة، لوجدنا 112 سورة، وهذا العدد من مضاعفات السبعة.
2- ولو عددنا الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة لوجدنا 6223 آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً!
3- ولو قمنا بعدّ حروف هاتين الآيتين مجتمعتين لوجدنا 28 حرفاً: من مضاعفات السبعة!!
4- ولو قمنا بعدّ حروف اسم (الله) في الآيتين (أي الألف واللام والهاء) لوجدنا 14 حرفاً: من مضاعفات السبعة كذلك!!!
الأساس الرياضي لطريقة صفّ الأرقام
إن الله عزّ وجلّ قد رتّب كلمات كتابه بتسلسل محدّد، ولا يجوز أبداً تغيير هذا التسلسل، لذلك ينبغي دراسة الأرقام التي تعبّر عن هذه الكلمات بحيث نحافظ على تسلسلها. فكما أنه لكل كلمة من كلمات القرآن مَنْزِلة، يجب أن يكون لكل رقم مَنْزِلة أيضاً.
وهذه هي طريقة صفّ الأرقام، وأساس هذه الطريقة معروف في علم الرياضيات فيما يُسمّى بالسلاسل الحسابية العشرية. فنحن عندما نكتب أي عدد يتألف من مراتب أو منازل، فإن كل مرتبة فيه تتضاعف عشر مرات عما يسبقها: آحاد ثم عشرات ثم مئات ثم ألوف... وهكذا. وهذا النظام له أساس قرآني في قوله تعالى عن مضاعفة الأجر: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) [الأنعام: 160].
أسس ومرتكزات الدراسة
سوف نعتمد في فهمنا للإعجاز الرقمي في القرآن على تحليل الكلمات تحليلاً رقمياً وفق قواعد لا يختلف عليها اثنان, لذلك فإن الأساس المعتمد هو الرسم العثماني للمصحف الشريف كما كُتب أول مرة, أي بدون تنقيط أو همزات أو أية إضافات أخرى, فكل ما كتب على زمن الرسول عليه صلوات الله وسلامه، سوف يتم اعتباره, أما الإضافات التي تمّت فيما بعد مثل التنقيط ووضع الهمزة وأحرف المد والشدّة وعلامات الترقيم وغير ذلك من علامات التجويد وعلامات الوقف، فلن يتم إحصاؤها لأنها ليست من أصل القرآن.
وبشكل عام سوف نعتمد القاعدة الآتية لعدّ الحروف:
فكل حرف مرسوم في القرآن نعدّه حرفاً سواءً لُفظ أم لم يُلفظ، وكل حرف غير مرسوم في القرآن لا نحصيه سواءً لُفظ أم لم يُلفظ.
وسوف نعتمد على طريقة صفّ الأرقام دون جمعها، أي نقرأ الأعداد الناتجة كما هي حسب تسلسلها في كتاب الله تعالى. ونبدأ بما بدأ الله به كتابه، الآية الأولى من الكتاب.
التحليل العددي لأول آية في القرآن
ولكي تتضح أمامنا هذه الطريقة نستعين بأول آية من القرآن وهي: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 1]، ونتأمل هذا البناء السّباعي الرائع المعتمد على طريقة صفّ الأرقام.
1 - حروف الآية: لو قمنا بعدّ حروف كل كلمة من كلمات الآية الكريمة: بِسْمِ (3) حروف، اللَّهِ (4) حروف، الرَّحْمَنِ (6) حروف، الرَّحِيمِ (6) حروف. إذا صففنا هذه الأرقام كما هي نجد العدد (6643)، وهذا العدد من مضاعفات السبعة.
2- أول كلمة وآخر كلمة: هنالك تناسب عددي مع الرقم 7 لحروف أول كلمة وآخر كلمة في هذه الآية. فأول كلمة في الآية هي: (بِسْمِ) وعدد حروفها (3)، أما آخر كلمة في هذه الآية فهي (الرَّحِيمِ) وعدد حروفها (6)، وبصفّ هذين الرقمين نجد العدد (63)، وهو من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً.
3- حروف اسم (الله) في الآية: إذا أخرجنا من كل كلمة ما تحويه من حروف اسم (الله)، أي الألف واللام والهاء، نجد عدداً هو (2240) وهو من مضاعفات الرقم سبعة.
والسؤال الذي يفرض نفسه هو: ماذا يعني أن تأتي حروف أول آبة من كتاب الله تعالى متناسبة مع الرقم 7؟ ولماذا جاءت حروف أول كلمة وآخر كلمة في هذه الآية بالتناسب مع الرقم 7؟ وما هو الهدف من أن تتوزع حروف اسم (الله) على كلمات الآية بشكل يتناسب مع الرقم 7 كذلك؟
إن هذا التناسق والتوافق مع الرقم سبعة ليس له إلا تفسيراً واحداً وهو أن الله تبارك وتعالى كما نظم كل شيء في خلقه بنظام محكم ليدلنا على أن وراء هذا النظام البديع منظماً حكيماً، كذلك نظم كل شيء في كتابه بنظام محكم ليدلنا على أن وراء هذا النظام العجيب منظّماً عليماً أنزله بعلمه وقدرته!
والآن نشرح هذا المثال مع مزيد من التفصيل:
(بسم الله الرحمن الرحيم) هذه أول آية من كتاب الله تعالى تركبت هذه الآية من أربع كلمات وكل كلمة تركبت من عدد من الأحرف كما يلي:
(بسم) تركبت من 3 أحرف: (ب, س, م) إذاً تأخذ الرقم 3.
(الله) تركبت من 4 أحرف: (أ, ل, ل, هـ) وتأخذ الرقم 4.
(الرحمن) تركبت من 6 أحرف: (ا, ل, ر, ح, م, ن) وتأخذ الرقم 6.
(الرحيم) تركبت من 6 أحرف: (ا, ل, ر, ح, ي, م) وتأخذ الرقم 6.
نقوم الآن بكتابة الآية من جديد وتحت كل كلمة عدد حروفها كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
3 4 6 6
إذا قرأنا العدد الذي يمثل حروف البسملة مصفوفاً كما هو دون جمعه نجد قيمته هي 6643 وأن هذا العدد من مضاعفات السبعة، أي يقبل القسمة على سبعة كما يلي:
6643 ÷ 7 = 979
وسوف نكتب هذه المعادلة بهذا الشكل تسهيلاً لقراءتها:
6643 = 7 × 949
إن هذا النظام ينطبق على كثير من آيات القرآن, كما ينطبق على كثير من نصوص القرآن (النص القرآن هو مجموعة آيات تؤلف معنى متكاملاً) كما ينطبق على كثير من سور القرآن وربما ينطبق على كامل القرآن, ولكن سنأخذ أمثلة متفرقة على هذا النظام بما يثبت يقيناً أن حروف القرآن قد نظَّمها الله تعالى على هذا الرقم.
ولكن العجيب حقاً أن عدد حروف أول كلمة وآخر كلمة في البسملة هو:
بسم الله الرحمن الرحيم
3 6
إن العدد 63 من مضاعفات السبعة: 63 = 7 × 9