لم أجد ردا يليق بمقامك على كتاب من وحي القلم للرافعي غير الأنشودة الرمزية لمالك بن نبي:
أنشودة رمزية:
أى صديقي:
- لقد حانت الساعة التي ينساب فيها شعاع الفجر الشاحب بين نجوم الشرق.
- وكل من سيستيقظ بدأ يتحرك وينتفض في خدر النوم وملابسه الرثة.
- ستشرق شمس المثالية على كفاحك الذي إستأنفته ، هنالك في السهل ، حيث المدينة التي نامت منذ أمس مازالت مخدرة.
- ستحمل إشعاعات الصباح الجديد ، ظل جهدك المبارك ، في السهل الذي تبذر فيه، بعيدا عن خطواتك .
- وسيحمل النسيم الذي يمر الآن البذور التي تنثرها يداك ......ببعيدا عن ظلك .
- إبذر يا أخي الزارع . من أجل أن تذهب بذورك بعيدا عن حقلك ، في الخطوط التي تتنائ عنك ... في عمق المستقبل .
- هاهي بعض الأصوات تهتف . الأصوات التي أيقظتها خطواتك في المدينة ، وأنت منقلب إلى كفاحك الصباحي . وهؤلاء الذين إستيقظوا بدورهم ، سيلتئم شملهم معك بعد حين .
- غن يأخي الزارع لكي تهدي بصونك هذه الخطولت التي جاءت في عتمة الفجر ، نحو الخط الذي يأتي من بعيد.
- وليدو غناؤك البهيج . كما دوى من قبل غناء الأنبياء ، في فجر آخر ، في الساعات التي ولدت فيها الحضارات .
- وليملأ غناؤك أسماع الدنيا ، أعنف وأقوى من هذه الجوقات الصاخبة التي قامت هنالك .
- هاهم ينصبون الآن على باب المدينة التي تستيقظ ، السوق وملاهيه ، لكي يميلوا هؤلاء الذين جاءوا على إثرك ، ويلهوهم عن ندائك.
- وهاهم قد أقاموا المسارح والمنابر للمهرجين والبهلونات ، لكي تغطي الضجة على نبرات صوتك .
- وهاهم قد أشعلوا المصابيح الكاذبة لكي يحجبوا ضوء النهار . ولكي يطمسوا بالظلام شبحك ، في السهل الذي أنت ذاهب إليه.
- وهاهم قد جملوا الأصنام ليلحقوا الهوان بالفكرة .
- ولكن شمس المثالية ستتابع سيرها دون تراجع ، وستعلن قريبا إنتصار الفكرة ،وإنهيار الأصنام ، كما حدث يوم تحطم (هبل) في الكعبة. .......
........وشكرا على الكتاب